مقالات

حديث الثلاثاء

من الطلقة السحرية إلى ماسك !

الإعم القوي والمسيطر يعني إنفاقًا ا سخيًا لامحدود، هذا تحديدا ما تفعله مؤسسات الغرب ورجال الأعمال فيها ، تمارس منصة إكس “تويترسابقا” وفيسبوك في عالم اليوم نفوذًا أكبر من حزمة وسائل إعلام مجتمعة ولها تاريخ، ويتمتع في هذه المؤسسات رجال أعمال من طراز “ماسك” ” وزوكربرج” ومن قبلهما “بيل جيتس” “والملياردير وماردوخ” بنفوذ أقوى من دول ومنظمات عالمية وقادة دول وأحزاب. لذلك لامعنى للحديث عن الانحياز الغربي ورواج نظريات المؤامرة أو إلقاء اللوم على من تبنى وجهات نظر خاطئة أو مشوشة عن أي صراع تدور رحاه في أية بقعة من العالم في أوكرانيا أو فلسطين أو سوريا أو حتى في جزر الواق واق. كل إحصاءات تغطيات الأحداث والأزمات العالمية السابقة والحالية وحتى اللاحقة، ستكشف أن الإعم الغربى أنفق ما ا يقارب ميزانيات دول صغيرة وكبيرة، وصرف أرقامًا فلكية للتواجد فى قلب الأحداث ورحى الحروب عبر شبكة من مئات وآلاف المراسلين والمخبرين، وتوجيه شبكات الإعم ا وأدواتها وفقًا لمصالحه واختياراته، وبالتالي فإن له أن يتصور أو يعتقد أن ذلك من حقه وأن سياسة الكيل بمكيال في معالجة القضايا ن تبدو طبيعية وحالة اجتهاد تخدم مصالحه، وممارسة العنصرية والتمييز ونشر الأخبار المضللة على حساب الحقيقة والموضوعية والدقة؛ مسألة لابد منها لتحقيق غايته ومقاصده، لأنه يدفع بسخاء على الميديا وعالمها !. موضوع الإعم والهيمنة عليه قواعد ا أساسية في السياسات الغربية والسيطرة على مدخلاته ومخارجه من أوليات رسم السياسات الغربية، ودائما ماينصب التفكير على ضبط عالم الإعم قبل ترتيب موضوعات السياسة ا والاقتصاد وكل متعلقات الدولة، هذا التوجه والانتباه الغربي للإعم تم التفطن إليه منذ ا نهاية الحرب العالمية الثانية والنتائج الرهيبة التي أحدثها تكليف الولايات المتحدة الأمريكية للعالم “هاردلاسويل” الذي أنتج نظرية الطلقة السحرية واعتمدت عليها أمريكيا والدول الغربية الحليفة في حشد كل الطاقات المحلية في مختلف المجالات للمساهمة في المجهود الحربي ضد دول المحور وجاء التأثير المباشر لوسائل الإعم قويا وحاسما في الصراع، ا لذلك نجد هذه الهيمنة الغربية على العالم قاطبة رأس الحرية فيها السيطرة على كل منافذ الإعم.ا

■ الدكتور عادل المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى