إنجازات من عار
… في العالم أينما كنت سائحا ام دارسا أو متجولا يبهرك بما لدى بعض الدول التي تزورها من إنجازات عملاقة انجزتها أنظمة متداولة على السلطة تمثلت في مشاريع ضخمة كالطرق والكباري والأبراج والانفاق والمطارات والمشاريع الزراعية والمصانع إضافة بما تملكه تلك الدول وتحافظ عليه وتصونه من أثار ومعالم تاريخية. لكن الأحداث العربية الدموية والمسالمة أظهرت أن أنظمتنا العربية بمختلف أشكالها السياسية وأنواعها الحاكمة تتميز بإنجازات أخرى تتمثل في بناء وتشييد وتشكيل السجون السياسية من حيث الحجم والعمق والشكل وتكلف أفرادا وجماعات موالية لا دين ولا أخلاق ولا ثقافة ولا ولاء لها إلا للحاكم وصاحب القرار الأوحد ؛ وترمي في تلك السجون المشيدة كل صاحب أو صاحبة رأي مخالف لها قولا أم تعبيرا بالإشارة أو بالكتابة أو الرسم في مختلف الوسائل المطبوعة والمسموعة والمرئية والالكترونية، كما زودت تلك السجون ببرامج ترفيهية خاصة كمنع الأكل والشرب لأوقات متعددة واستعمال أجهزة وكلاليب لقطع الاسنان والكي والمطارق العادية والصعق الكهربائي؛ كما أنها صنعت أو استوردت أجهزة خاصة لاقتلاع المعلومات والنطق من جدور رقاب المعذبين، وبعضهم من استورد خبراء متخصصين في التعذيب من دول ذات باع طويل في هذا المجال واستعمال الكلاب المسعورة إن لم تفلح الكلاب البشرية في القيام بدورها، ومع أن الهراوات والعصي والفلقة القديمة فشلت في دورها أمام مواسير البي بي آر في تحقيق أطماع ومتلددي الصراخ والألم ورؤية الدماء السائلة، إن ما تنجزه الأنظمة العربية في هكذا مشاريع وإنجازات تفوقت عن مثيلاتها في الغرب والشرق بل إنها درست التاريخ واستفادت منه فلم تغيب الخازوق والذبح والسلخ البشري في مشاريعها الناجحة؛ لكنها في الجانب الأخر لم تكسب سواء الندم والكآبة وسو المظهر والمسألة والعذاب والتعذيب ونار جهنم يوم يُنفخ في الصور وتأتي كل نفسٍ رهينة بما كسبت، يوم تلتف الساق بالساق، كما أن الفاعلين المجرمين المسؤولين عن تلك الجرائم خلدوا لأنفسهم ولأبنائهم وأحفادهم العار الذي لا ينتهي بالتقادم، فالعار كما يقال أطول من العمر، ولم يدم أي عمل سيئ فمصيره الزوال كما قال الشاعر المرحوم محمد الفيتوري في قصيدته التي غناها المغني السوداني أحمد الوردي أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقي تلك القصيدة التي أخدت صداها في دمشق ومدن الشام الأخرى بعد أن دوت في مدن عربية قبلها بعقد من الزمن ولم تجد تفعيلا لها إلا عقب أحداث ما يسمى بالربيع العربي الجميل عند البعض والمشؤوم عند غيرهم، فليعلم الجميع بأن الظلم ظلمات يوم القيامة فلا يجب أن نشيد بالظالم مهما كان حتى وإن كان أخي ابن أمي وأبي لكي لا نندم بعد فوات الأوان لأن مؤيد الشر كفاعله، وكل نفس بما كسبت رهينة فلن ينفعنا يوم غد حاكم أو ملك أو قائد او شيخ أو زعيم أو أمر أو مسؤول وحتى القانون لا يرحم المجرم ولا المحرض على الجرم قولا أو فعلا. وفيما يلي قائمة بترتيب الدول العربية حسب عدد السجناء فيها مع وجود سجون ومسجونين بمراكز سرية غير معروفة.
1. المغرب، في المرتبة 19 عالمياً. بلغ عدد السجناء 76 ألفاً.
2. مصر، في المرتبة 26 عالمياً. بلغ عدد السجناء 62 ألفاً.
3. الجزائر، في المرتبة 30 عالمياً. بلغ عدد السجناء .60220
4. السعودية، في المرتبة 40 عالمياً. بلغ عدد السجناء 47 ألفاً.
5. العراق، في المرتبة 44 عالمياً. بلغ عدد السجناء .42880
6. تونس، في المرتبة 57 عالمياً. بلغ عدد السجناء .23686
7. السودان، في المرتبة 65 عالمياً. بلغ عدد السجناء 19101.
8. اليمن، في المرتبة 78 عالمياً. بلغ عدد السجناء 14000.
9. الإمارات، في المرتبة 86 عالمياً. بلغ عدد السجناء 11193.
10. سورية، في المرتبة 89 عالمياً. بلغ عدد السجناء 10599.
11. الأردن، في المرتبة 94 عالمياً. بلغ عدد السجناء .10089
12. ليبيا، في المرتبة 114 عالمياً. بلغ عدد السجناء 6178.
13. لبنان، في المرتبة 115 عالمياً. بلغ عدد السجناء 6012.
14. البحرين، في المرتبة 124 عالمياً. بلغ عدد السجناء 4028.
15. الكويت، في المرتبة 137 عالمياً. بلغ عدد السجناء 3200.
16. موريتانيا، في المرتبة 146 عالمياً. بلغ عدد السجناء 1786.
17. عُمان، في المرتبة 155 عالمياً. بلغ عدد السجناء 1300.
18. قطر، في المرتبة 159 عالمياً. بلغ عدد السجناء 1150.
■ الدكتور : محمد الاصفر