ليبيا إلى أبن ..؟سؤال يحير الجميع ويقلق كل من ينتمي إلى هذه البلاد وقلبه عليها .. ليبيا إلى أين؟ الجميع يسأل والجميع تلسعه الإجابات الحارقة ؟ سؤال رغم حيرته إلا أن الواقع الوطني يجيب وينبيء بمزيد المفاجآت غير السارة، ويقود إلى بقع لاضوء فيها .. ليس تشاؤما ، ولكن مانراه ونشهده ونعيشه يخبر بأن بلادنا لاتسير في الاتجاه الصحيح بل هي لاتسير ، هي تهرول في مكانها وفي كل الاتجاهات، فلا هي تقدمت إلى الأمام خطوة ، ولاهي سقطت. يرسخ ذلك ويؤكده الغياب الكلي لكل حس وطني صادق والغيبوبة التي باتت مزمنة للوعي الجمعي بخطورة هذا التشظي وهذا التخبط وهذا التغييب الممنهج للفعل الشعبي المعبر عن المطالب الحقيقية للإنسان الليبي. حالة الانقسام التي تتعمق كل يوم وتأخذ أوجها ووجهات عديدة ،وحالة التخبط والفوضى في كل شؤون حياتنا العامة وفقدان الفعل الإيجابي المجتمعي وتفشي السلبية الجمعية تجاه الوطن وقضاياه، وحالة الارتباك وهشاشة المؤسسات المسيرة لشؤون الحياة العامة وغياب الخطط والاستراتيجيات الواعدة والهادفة إلى إنقاذ البلاد والخروج بها من هذا الواقع ،وضعف الأداء الوظيفي في مختلف قطاعات ومكونات الدولة وحالة الإيهام التي تنتهجها السياسات القائمة بأننا سنبني دولتنا التي نريد على كثبان من رمل الخيبات المتتالية ومن طوب العبث والمتناقضات المتناثرة .. وحالة التعامل السمج وغير المدروس مع ما يعتري البلاد من كوارث وظواهر طبيعية وغير طبيعية ليبيا إلى أين ؟ ونحن لا نعيش غير مزيد من الإهدار للوقت والجهد والأمل أيضا ، الأمل في بناء دولة نفاخر بها بين بقية شعوب الأرض .. لدينا كل الإمكانات المطلوبة لبناء دولة قوية ومنيعة يتمتع شعبها بحياة رغدة وعيش هنيء ومرفه..ولكن ما ليس لدينا هو الإرادة السياسية الصادقة والقادرة على تحقيق ذلك ، العشرات من الدول ليس لديها ما لدينا من نعم الله المادية ،ولكن بعزيمة أبنائها وإخلاصهم تغلبوا على كل التحديات فتبوأت أوطانهم مواقعا متقدمة بين بقية الأوطان والبلدان. نحن وبكل ما وهبنا الله وأنعم علينا تجدنا نسير على غير هدى ملطخن بدم الوطن عابثن بحاضره ومستقبله مدججن بالعقوق والجحود لوطن ليس لنا غيره.
■ الفيتوري الصادق