لاشيء يعوضك عن الوطن،ولايستطيع المرء أن ينعم بالأمن وراحة النفس وانشراح الصدر إلا في حضرة وطنه،و الذين حرموا من أوطانهم وعاشوا تائهين في هذه الأرض يعانون ألما مزمنا لايتعافون منه إلا بوطن يضمهم،ولما كان الوطن بهذه القيمة وأكثر، فإنه من واجبنا أن نشمر على سواعدنا لخدمتة والتفاني في سبيل رفعته،وأن نكون على استعداد دائم للدفاع عنه حتى يظل حرا أبيا، فدماؤنا وأرواحنا تهون في سبيله،وأن يكون قدوتنا دائما أؤلئك الذين قدموا أنفسهم في سبيل الوطن،وليس الذين نهبوا خيراته وخانوه وتحالفوا مع الأجنبي لأجل النيل منه، والآن ونحن نشاهد ما يجري في كثير من الأوطان من الواجب والمنطق أن نحب هذا الوطن أكثر من ذي قبل ونكون على أهبة الاستعداد للدفاع عنه فالإنسان بدون وطن هو مثل التائه في اليم، وبدون وطن حر هو مثل السجين مكبل الحركة والمشاعر أيضا. وبصوت عال نقول آن الأوان لأن نحب هذا الوطن أكثر وكأننا لم نحبه من قبل ونتجاوز الخلافات والاختلافات ونجعل المصالحة الوطنية حقيقة واقعة وليس مشروعا معلقا وأن نقتنع بالحقيقة التي تقول إنه ليس من سبيل أمامنا إلا أن نكون صادقين مع هذا الوطن نتسابق لنعطيه وليس لنأخذ منه فقط ونعتز به أيما اعتزاز ،وصفحات التاريخ تتزين وتفتخر بالذين قدموا أنفسهم لأجل أوطانهم وتلعن أولئك الذين خانوا أوطانهم، فالوطن هو الأكسجين وهو الغذاء والدواء والأحبة والخلان؛ سيظل حب الوطن من الإيمان.
■ إمحمد إبراهيم