«بين الخبز و الحرية» هي مقولة أو عبارة تعبيرية تشير عادة وفي نفس الوقت إلى التوازن أو أحيانا أخرى إلى التناقض الشديد بين الحاجات الأساسية للبقاء والعيش بكرامة والذي يعكس (الخبز)، وبين الرغبة في الحرية و الاستقلال و التعبير عن الذات والرأي بكل حرية و الذي يمثل (الحرية).. هذا التعبير غالبًا ما يستخدم لوصف الصراع الدائم ين الاقتصاد والسياسة أو بين الاحتياجات الأساسية و الحقوق الإنسانية الضرورية للأفراد والجماعات. مبدئياً، يمكن القول إن «الخبز» يتعلق دوما بالحاجات الأساسية للإنسان مثل الغذاء والمأوى والملبس، أما «الحرية» فتشمل دوما على الحق في إبداء الرأي و التعبير و التجمع و الديمقراطية و التنقل، هذا التوازن بين الحاجات اليومية و الحريات الأساسية و الذي يمثل دون أذنى شك تحديًا كبيرًا للمجتمعات حول العالم. ففي سياق الحياة اليومية، قد نجد أن الجماعات و الأفراد يضطرون للتضحية ببعض الحريات و التنازل عنها من أجل تأمين الخبز على التنقل والسفر مثلا، أو على العكس، حيث تكون الحرية من أولوياتهم على العيش بكرامة، هذا التوازن بين الحاجات الاقتصادية و الحقوق الإنسانية هو جزء لا يتحزأ من التحديات التي تواجهها كل المجتمعات بصفة عامة في بناء مستقبل يتمتع بالازدهار و الحرية في نفس الوقت و على حد سواء. والتساؤلات واسعة وتختلف في هذا السياق بين الحرية والخبز، وربما حُسم الأمر عندما قيل ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .
■ د . عابدين الشريف