مقالات

مقامات

تدابير الشتاء

في غياب التدابير لدينا وفي غفلات المواسم ونحن نغط في سبات (بنيوي تحتي) عميق يجد الشتاء نفسه مضطرا بين الحين والآخر الى الصراخ في أذاننا ونحن رقود ليذكرنا بنفسه وليقول لنا وبأعلى صوته (أنا الشتاء) .. في هذا الاسبوع وبالذات في مدينتي طرابلس وترهونة وفي الطريق الواصل ما بين ترهونة وبني وليد، تعرفنا جيدا على كامل ملامح فصل الشتاء وعرفنا تماما ما معنى قدوم الشتاء في عقود النوم الخالية من ادنى التدابير .. السيول الجارفة هذه المرة تُجري الفحوصات والتحاليل الطبية في مستشفى ترهونة التعليمي، وتقود سيارات الاسعاف في الطريق الواصل بين ترهونة وبني وليد، وتتجول بارتياحية في شوارع وأحياء مدينة طرابلس واذا اختنقت حركة السير في تلك الشوارع عبرت الطريق العام السريع !! (على فكرة) : يؤكد علماء الإجتماع على إن الفوضي التي في الأماكن سببها الفوضى التي في العقول ! (وعلى فكرة ثانية) : صلاة الاستسقاء علاوة على انها عبادة واستغفار ودعاء فهي ايضا مظهر من مظاهر التعبير عن الاحتياج الجماعي للرحمة ، ومن المفترض اننا نرى بعد الاستجابة والرحمة وهطول الأمطار ، أن ترى مظهرا من مظاهر التعبير عن الشكر الجماعي إن كنا من الشاكرين .. (ولئن شكرتم لأزيدنكم) .. من مظاهر الشكر الجماعي ان نجعل من عقولنا وسيلة للنظام الذي يُضيف وليس للفوضى التي تسلب .

■ عياد عبيد الله المقري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى