الإعلام الرقمي دون شك هو اليوم مجال متطور جدا من مجالات وسائل الإعلام الحديثة، التي ترتبط بالتقنية الرقمية وكافة وسائل الاتصال الحديثة. فهو يشمل جميع انواع وأشكال الإعلام الرقمي بما في ذلك المواقع الإلكترونية، و التطبيقات، وكل وسائل التواصل الاجتماعي، و البودكاست ، و غيرها، لذلك يعتبر وسيلة جد فعالة لنقل الأخبار و المعلومات بأقصى سرعة واتساق ممكنين، وقد أتاحت هذه التقنيات الحديثة تزييف الصوت و الصورة في ان واحد ليصبح التزييف ظاهرة متزايدة في العصر الرقمي، عبر التقنيات ليتم تعديل الصور أو الفيديوهات و الصوتيات بشكل مغاير جدا للحقيقة لغايات و أهداف مختلفة ومتنوعة، قد يكون الهدف من تزييف الصوت و الصورة نشر معلومات مضللة وكاذبة أو استخدامها في العمليات الاحتيالية أو تشويه سمعة الأفراد أو المؤسسات. عليه من الضروري بمكان توعية الناس حول خطورة تزييف الصوت و الصورة و تطوير وسائل واساليب وطرق الكشف عنها والتصدي لها، بعد أن أحدث الاعلام الرقمي تحوًا كبيرًا في عالم الإعلام، لرغم كونه يوفر لنا اليوم وسيلة فعالة لنقل الأخبار و المعلومات بسرعة مذهلة ودقة عالية جدا، ظهرت معه بالتوازي مشكلة تزييف الصوت و الصورة التي يمكن أن تشوه الحقائق و تخدع الجمهور. و لمكافحة تزييف الصوت والصورة في الاعلام الرقمي علينا أن نعمل ونكثف حملات توعية الجمهور حول أخطار تزييف الصوت والصورة و كيفية التحقق من مصداقية المحتوى قبل مشاركته، فمع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي و التحليل الرقمي أصبحت هناك سبل أيسر للكشف عن التلاعب بالصوت و الصورة، كما أن تعزيز التعاون بين منصات التواصل الاجتماعي و الجهات الرسمية لتطوير استراتيجيات للحد من تزييف الصوت والصورة.كذلك علينا أن لا نغفل سن تشريعات و قوانين و تشديد تطبيقها بصرامة على الأفراد أو الجهات المسؤولة عن تزوير الصوت والصورة . ويبقى العمل على تطوير الوعي الرقمي والحرص على التحقق من مصداقية المحتوى قبل نشره أو مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أهم وأفضل السبل لعلاج ظاهرة تزييف الحقائق.
■ الدكتور : عابدين الشريف
