هذا ما ينطبق على كثير من المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية والطبية وغيرها، على غرار ما كان متبعًا فيما مضى من الزمان . الندوات والمؤتمرات الطبية تشرف على إقامتها لجان متعددة تعمل على مدى شهور من التجهيز والتنسيق والإعداد، وتدعم من شركات ومؤسسات وغيرها. ويتم مراجعة وتصحيح وتدقيق البحوث العلمية المقدمة بعناية، وتسخر لها وسائل الدعاية والإعانات، وترسل دعوات للحضور والمشاركة، ل وبرامج معدة لافتتاح، وجلسات صباحية ل ومسائية، وتوفير الإعاشة والإقامة والخدمات والتكريم، وبرامج الختام والتوصيات . كل هذا الجهد وهذا الوقت والمال الذي يُسخر لانعقاد هذه المؤتمرات والندوات، في كثير من الأحيان، لا يقابل بشيء من الجدية والحرص والمتابعة والاهتمام من قبل الحضور، إلا من البعض منهم. فتلك الوجوه التي نراها في الافتتاح، سرعان ما تغادر وتختفي بعد راحة المرطبات، ومن يبقى لمتابعة الجلسات العلمية هم قلة قليلة من المهتمن يوالحريصن على المعلومة والدروس المستفادة. كلٌ يأتى إلى غايته.. المحادثات الجانبية، والاتصالات الهاتفية، وعبث الحركة من بعض الحضور، ولجان تنظيم جلسات المؤتمر، والمداخات هنا وهناك، جميعها تخلق ل نوعًا من التشويش، وتؤثر على مسار الجلسة، وتربك المحاضر والمتلقي، وتقلل من قيمة المؤتمر بشكل عام. ومع هذا، هناك مؤتمرات تُعقد وتسير وفق ما خُطط لها، وتعم فوائدها على جميع الحضور . غير أن معظم التوصيات تبقى، في كثير من الأحيان، حبيسة الأدراج ولا يتم تنفيذها من قبل الجهات ذات العاقة.ل على أية حال، تبقى إقامة هذه المحافل مهمة، وينبغي أن تتواصل وتستمر.. فقط علينا جميعًا، مشاركن وحضورًا، أن نلتزم بالجدية والاستيعاب، ي والمحافظة على سير الجلسات، وعلى الجهات ذات العاقة التنفيذ والمتابعة.
■ عبدالرزاق يحيى