مقالات

كلام على كلام

الرهان الخاسر ..

استحوذت الانتخابات الأمريكية على اهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام والحكومات العربية على اختلاف توجهاتها ومكوناتها وانقسم العرب بين مؤيد لطرف ومعارض لآخر ولهم في ذلك مبررات وأسباب كثيرة وما أن أعلنت نتائج الانتخابات وتفوق ترامب حتى ظهرت معالم الفرح والابتهاج على كثير من المؤيدين له في المنطقة العربية وتصوروه على أنه الفارس الملهم القادم من بعيد والحامل في جعبته الحلول النهائية لكثير من الأزمات والمشاكل العربية والمنقذ للأمة العربية من واقعها المزري .. الغريب في هذا الأمر أن مثل هذه المواقف تتكرر مع كل انتخابات أمريكية ومع كل مرشح جمهوري أو ديموقراطي وفي كل مرة يتناسى هؤلاء الراقصون والراقدون على بطونهم بأن الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية مسيطر عليها من قبل اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي وهي ثابتة لا تتغير خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والمنطقة العربية التي تتخذ من أمن إسرائيل مبدأ استراتيجي لا حياد عنه وقد تكون هناك تغيرات في السياسة الأمريكية فيما يتعلق بأوروبا والحرب في أوكرانيا وهنا يأتي دور الرئيس المنتخب في ترتيب الأولويات الخاصة بكل منطقة على حدة .. ومع أن العرب مؤمنين بهذا ؛ إلا أننا نجدهم يعلقون آمالا كبيرة وكثيرة على كل ساكن جديد للبيت الأبيض لكن التاريخ حتى اليوم لم يسجل أن رئيسا أمريكيا أحدث أي تغير سلبيا في سياسة بلده اتجاه أمن إسرائيل بل يتسابقون فيما بينهم إرضاء لبني إسرائيل فترامب مثا أثناء فترة رئاسته السابقة اعترف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وفي عهده أعلن عن صفقة القرن التي تهدف لتصفية قضية فلسطبن وأصدر قانون قيصر الذي يضيق الخناق على سوريا وسوف أن تكون فترة حكمه القادمة بأحسن حلال من الذين سبقوه وأي رهان على أي إدارة أمريكية سابقة أو لاحقة حتما هو رهان خاسر طال الزمان أو قصر .

 

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى