مقالات

أبيض x أبيض

الإرث الإنساني والتراث السمعي البصري

ترتفع وتيرة الاهتمام بالإرث الانساني وتتنوع اشكاله خدمة للإنسانية وصونا لتاريخ الشعوب انطلاقا من فكرة أن الانسانية هي القاعدة الجامعة للحضارات بمختلف مشاربها ومساراتها.من بين هذه المسيرة الانسانية هو احياء يوم التراث السمعي البصري في 27 اكتوبر من كل عام، يستخدم مصطلح التراث السمعي البصري لوصف وتصنيف المواد السمعية والبصرية التي تمثل تراثًا ثقافيًا وتاريخيًا مهمًا، ويشمل هذا النوع من التراث جميع التسجيلات الصوتية والمرئية التي تمثل جوانب مختلفة من الحياة البشرية، مثل الموسيقى التقليدية والمقابلات التاريخية والبرامج التلفزيونية ولأفلام الوثائقية، والعروض المسرحية وغيرها من المواد التي تزداد زخما وكثافة مع التطور المتسارع لتكنولوجيات الاتصال.ويهدف اليوم العالمي للتراث السمعي البصري إلى إحياء ذكرى اعتماد المؤتمر العام لليونيسكو في دورته الحادية والعشرين، لعام 1980، التوصية بشأن حماية الصور المتحركة وصون الوثائق والمواد السمعية البصرية، ويمنح الدول الأعضاء لدى اليونسكو الفرصة لتقييم أدائهم فيما يتعلق بتنفيذ توصية عام 2015 الخاصة بصون التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، وإتاحة الانتفاع به.يُعتبر التراث السمعي البصري مصدرًا غنيًا للمعرفة والتعليم ويلعب دورًا هامًا في توثيق التاريخ والثقافة والتراث الشفهي من خلال هذه التسجيلات بمختلف التقنيات التي يمكن بموجبها فهم تجارب السابقين، واكتشاف قصصهم وتراثهم، والاستفادة من تجاربهم وإبداعاتهم، كتسجيلات الموسيقى الشعبية التقليدية، الأفلام الوثائقية التي تروي قصصًا تاريخية، المسلسلات وتعكس ثقافات مختلفة كالمقابلات مع شخصيات بارزة والتسجيلات الصوتية لقصص شفهية تُروى عبر الأجيال والعروض المسرحية التي تحاكي قضايا وقصص معاصرة واخرى سابقة تعد كنزًا ثقافيًا يجب الحفاظ عليه واستخدامه لنقل المعرفة والتاريخ والتراث إلى الأجيال القادمة للتوعية والتعريف بأهمية الحفاظ على التراث السمعي والبصري، لتوثيق التاريخ والثقافة، مما يساعد في إثراء المعرفة والتفاهم بين الثقافات، وتوفير وصول أوسع يمكن للجميع الاستمتاع بتاريخ وثقافة مختلفة سواء في الحاضر أو في المستقبل.قيمة الأشياء تكمن في توظيفها واستغلالها على الوجه الأمثل، وكما وثق المؤرخون تاريخ الحضارات البشرية ونقبوا على الحفريات وبقايا الشعوب، سهلت التكنولوجيا وفتحت مجالات أوسع لدراسة التاريخ الإنساني، وربما تخصيص هكذا مناسبة ستفتح آفاقا جديدة للأجيال القادمة.

■ الدكتور . عابدين الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى