يخطئ من يعتقد أن الشعب يريد الغذاء فقط ويترك أي شيء آخر ،فالشعب يريد وطنا حرا آمنا يتمتع بحرية تامة وسيادة غير منقوصة حتى يسير فوق هذه الأرض شامخا مرفوع الرأس وبمعنويات تعانق عنان السماء، فالشعب لا يستمتع بالأكل والشرب بل المتعة الحقيقية في وطن حر لا يدنسه أية قوى أجنبية؛ يسير به أبناؤه إلى العلا ويتعامل مع بقية دول العالم بالمثل لذا وجب أن تحترم إرادة الشعب وتطلعاته وعلى المسؤول أن يصحح من قناعاته وأفكاره، فالوطنية سمة الشعب قبل أن تكون تطلعات حكومية وصحيح أنه أرهقتنا كثير من ظروف الحياة من اقتتال بين الأشقاء إلى انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام وليس ساعات، ونقص حاد في السيولة ومشقة في تزويد المركبات بالوقود وتردي في الخدمات الطبية وتفشي سرقة المال العام؛ لكن كل هذا يمكن معالجته لكن يبقى الهم الأكبر حرية الوطن حيث لا طعم للحياة حتى لو توفر كل شيء في وطن لا حرية له، وإن كانت قد استجدت أنواع الاحتلال ولم تعد عسكرية فقط فإننا نتمسك بوطن لا يدنسه أي نوع من أنواع الاستعمار .. نبنيه بسواعدنا ونحميه بأرواحنا ونسقيه بدمائنا لذا لا حل أمامنا الآن سوى نبذ الخلافات ونقوم بالواجبات قبل المكالبة بالحقوق ، ونصبح على قلب رجل واحد حتى نسير بهذا الوطن إلى التطور والبناء في ظل عدالة اجتماعية تضمن حقوق الجميع.
■ إمحمد إبراهيم