مقالات

ميعاد

هات الشنطة

في أحسن الأحوال كانت الأسرة تحظ أبناءها التلاميذ على الدراسة وكتابة الواجب وغيرها من التزامات اليوم الدراسي ، وتفرح بهم إذا نجحوا وذلك ببرنامج بسيط لا مبالغة فيه ولا تكلف ، وهذا ليس من باب التفريط في تعليمهم؛ إنما لثقتهم في المدرسة وفي المعلم وفي مدى إتقانه لرسالته التي كان يؤديها على أكمل وجه .. لتكون المحصلة المجتهد ينجح والكسول يبقى يراوح في مكانه ، وهي محصلة عادلة ومنصفة لا أحد يعترض عليها . اليوم تغيرت المعادلة وانعكست الأدوار وصارت الاسرة هي المدرسة ، ولا تستغربوا .. فالتلميذ اليوم يعود من المدرسة لتستقبله الأسرة مباشرة .. وهات الشنطة وهات يا مراجعة ، يا حفظ ، يا كتابة ، يا تهجي ..وكله أحياناً يكون من الصفر ، وهذا في حال كان أولياء الأمور لهم سعة من الوقت والصبر أما غير ذلك فهم مضطرون للاستعانة بما بات يعرف ب (أبلة الشنطة) التي تتكفل بالمهمة بمقابل، وإذا ما حان وقت الامتحان تلجأ لمرحلة متقدمة يسمونها بالدروس الخصوصية ودورات التقوية وهي تكلف مقابلا ماديا يزيد من أرهاق الأسرة .. فكيف نستغرب والحال كما ترى وهو حال تعيشه معظم الأسر ، فيا ترى من المسؤول عن هذا وعن تراجع دور المؤسسة التعليمية التي كانت تتكفل بكل شيء يخص تعليم التلميذ ؟

■ أحمد غومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى