مقالات

على ضفاف الوطن

كيف ننتصر للوطن ؟!

شيخ الشهداء وهو يجادل السفاح غراتسياني .. قال مقولته التاريخية : (نحن شعب ننتصر أو نموت) ماذا كان يريد الشيخ بهذه الوصية ؟ هو حارب الغزاة بقوة السلاح دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الليبين ولم يكن يبحث على منصب أو جاه رغم كل الإغراءات والرواتب المجزية التي عرضت عليه؛ بينما نحن اليوم من بعده نخون ونحارب ونواجه بعضنا بعضا؛ من أجل المناصب والمكاسب الزائلة ! فكيف ننتصر للوطن في حالتنا الراهنة ؟! ننتصر له أولا من أنفسنا بأن نتمثل قوله تعالى : (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .. وذلك بتغيير سلوكياتنا وتصرفاتنا في تعاملنا مع الوطن الذي يجمعنا والشعور بأننا م اك للوطن ولسنا ساكنيه بالإيجار ! وأن تكون سلوكياتنا مستمدة من القيم الوطنية المثلى، التي استشهد من أجلها أجدادنا وآباؤنا في جهادهم وملاحمهم الوطنية، من أجل أن تظل ليبيا واحدة .. أراد أن يعلمنا أن الانتصار للوطن لايكون بالسلاح وحده وإنما أيضا، بنبذ الاستبداد بالرأي وتكييفه على أهوائنا الذاتية أو بما يخدم مصالحنا الشخصية ، وبأن مواقفنا يجب أن تبنى على ما يخدم ويحقق المصلحة العليا للوطن، واعتبار كل ما نقدمه ونقوم به من تضحيات وجهود ليس منة أو جمي ا بل واجباً وطنياً .. ويحثنا ان نستفيد من دروس الماضي ونستحضر مرا حل النضال الوطني ضد المستعمرين ، ونستخلص تجارب الشعوب التي استطاعت هزيمة جهلها وطورت أوطانها لأن الانتماء للوطن لا يمكن أن يهزم مهما تكالبت عليه المحن وتكاثرت من حوله الصعاب .. وأن الانتماء الجهوي للعشيرة أو القبيلة أو لطائفه سياسية أو دينية ، مهما تعاظمت قوتها فمن السهل هزيمتها ولاتجلب إلا الفرقة والتشرذم ومزيدا من العداوات بن أبناء الوطن الواحد .. والعمل الجاد لاستثمار العلم ،وتشجيع الكفاءات على مختلف انواعها، واختيار الإنسان الكفؤ في المكان المناسب للحد من هيمنة الأغبياء ، وقطع الطريق أمام ، الانتهازين والاسترزاقيين والوصولين من تقلد زمام الأمور ، حتى نحافظ على الوطن ، ولانكرر ماحدث في العديد من المجتمعات وكانت النتيجة هي دمار اقتصادي وانقسام وطني و انتماء طائفي واستيلاب ثقافي .. فهل نراجع حساباتنا ؟!
قولوا يارب

■ عون ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى