مقالات

كلام على كلام

النزاهة الضائعة والعدل المفقود

تفيد الأخبار الواردة من لاهاي أن قاضيا في محكمة الجنايات الدولية تمت تنحيته حيث كان يعتزم إصدار مذكرة اعتقال دولية في حق رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو على خلفية المجازر الوحشية التي يرتكبها في حق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة .. محكمة الجنايات الدولية والتي هي بمثابة سيف مسلط على رقاب شعوب العالم النامي على وجه العموم والشعب العربي خاصة والتي لا تدور في فلك دول الهيمنة الأمريكية وجدت نفسها اليوم أمام مفترق طرق وفي موقف محرج أمام المشاهد التي تقشعر لها الأبدان في غزة خاصة بعد أن تقدمت دولة جنوب إفريقيا بدعوى قضائية أمامها ضد دولة الكيان الصهيوني بتهم تتعلق بجرائم الإبادة الجماعية في غزة لكن على ما يبدو أن للعدالة وجوه كثيرة في نظر قضاة هذه المحكمة الذين استطاعت دولة الكيان الإسرائيلي استمالتهم لصالحها ومع مرور الوقت تؤكد هذه المحكمة بأنها أبعد ما تكون عن النزاهة والعدالة وأنها وجدت أساسا لمعاقبة دول العالم النامي ولم تكن يوما تهدف إلى إرساء قواعد الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم العالمي وحماية المدنين ولم يذكر لنا التاريخ أن أحدا من زعماء الكيان الإسرائيلي قد صدرت في حقه حتى مذكرة استدعاء من قبل مدعي عام محكمة الجنايات الدولية في الوقت الذي تصدر فيه هذه المحكمة مذكرات القبض والاعتقال لدول غير موقعة حتى على ميثاق روما التي تأسست بموجبه هذه المحكمة فهذه هو العدل المفقود والنزاهة الضائعة في محكمة الجنايات الدولية التي لها وجوه كثيرة للعدالة والقانون.

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى