مقالات

أما بعد

التاريخ الدموي لمحاربي السحر والسحرة (2)

قفل بيت الساحرين الاجنبيين بمعرفتنا اجنبي من قوم محمد صلى الله عليه وسلم ومن قارة آسيا عشق هذه البلاد الغريبة وابى ان يفارقها مع زوجته التي تحمل نفس جنسيته .. حرمهما الله تعالى من خلفة البنين والبنات لكنهما نالا قسطا وافرا من محبة الناس والجيران خاصة وانهما يتمتعان بطيبة كبيرة ومنزلة خاصة عند الناس رغم انهما ورغم السنوات الطويلة التي قضياها في البلاد فقد ظلا الى اليوم يرطنان العربية بلهجة ولكنة غريبتين ومضحكتين .. عمل الرجل بصيانة الأجهزة الكهربائية المنزلية بشكل عام وبرع في هذا العمل الذي تحتاجه البيوت الليبية دائما .. وكان يطلب اجرا بسيطا متواضعا في عمله هذا وكثيرا ما كان يعف عن اخذ اجرة الصيانة اذا اكتشف رقة الحال المادي للزبون .. وكانت ثقة الناس فيهما كبيرة الى درجة ان أحدا قد كلف الزوج بتفقد خزان المياه العلوي في مقبرة ملاصقة لبيتهما وتشغيل المضخة التي تزود الخزان العلوي بالماء من الماجن الأرضي وهي المياه التي يحتاجها الأهالي كلما أرادوا حفر قبر وخلط الاسمنت بالقزة وترطيب القبر بالماء ..ولبى المسكين الطلب المأجور عليه في الإسلام حاله حال كل اعمال البر والخير والتطوع لخدمة الاحياء والاموات …. في خضم البحث عن السحرة والسحر تم القبض على المسكين بتهمة الدخول للمقبرة وشبهة السحر و احتمالية عمله ووضعه في المقابر وتم استخدام الطرق الإنسانية والحضارية التي دأب الليبيون على استخدامها في السياسة وفي الدين وفي الاجتماع لانتزاع الاعترافات جميعها .. اذاقوه شتى أنواع التعذيب دون جدوى وربما اعترف في لحظة ضعف بكل التهم المنسوبة اليه وفعلوا نفس الافاعيل مع زوجته وعلها اعترفت أيضا بما نسب لها في لحظة ضعف مكرهة كما يحدث في مثل هذه الظروف مع كل الذين يقودهم حظهم العاثر الى أحضان هذه الجماعات صاحبة الشرطة (بفتح الشين) او صاحبة الجيش او صاحبة أي فوذ سلطوي متعدد الأنواع و الاشكال وبعد حوار بائس بين أدوات التعذيب والجلد البشري الرقيق والمناطق الحساسة الأكثر رقة اكتشف المعذبون بان القضية (فشوش) وان النيابة والقضاء ستقرر بانه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية مؤقتا لعدم كفاية الأدلة فقرروا طرد الاجنبيين من المنطقة وكتبوا على بيتهما عبارة انه قفل بمعرفة الجهة الفلانية مع تحذير بعدم الاقتراب منه.
يتبع العدد القادم

■ عبدالله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى