مقالات

ارتسامات وخواطر

خوف أوروبي عن ديمقراطيته

حسبما تناقلته وسائل إعلام غربية بأن رحلات جوية سرية تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لدول أوروبية شرقية وكذلك غربية وحسب هذه الوسائل الإعلامية فقد تم تقدير عدد هذه الرحلات بالمئات وقد هبطت بمطارات معظم دول أوروبا .. كما أشادت هذه الوسائل الإعلامية إلى وجود معتقلات سرية بشكل فعلي على أرض بعض هذه الدول التي تدعي بأنها تقوم بتطبيق الديمقراطية بشفافية عالية .. وقد نشرت صحيفة )ملاذا سرونتا( التشيكية اليومية عن مصادر صحفية أخرى بأنه تم بمطار براغ تسجيل أكثر من خمسة عشر هبوطاً لطائرات الاستخبارات الأمريكية خلال عام واحد وأن هذه الطائرات تواصل رحلاتها فيما بعد إلى دول أوروبية أخرى يوجد بها سجون أمريكية تخص معتقلين بتهمة الإرهاب وقد استعملت الأرض السويسرية كمحطة عبور بين الدول مثل تشيكيا وبولونيا ورومانيا وبعض دول البلقان .. ما أريد قوله هو أن هذه القضية بدأت تتفاعل بين ضفتي الأطلس الأمر الذي قد يعكر العلاقات بين أوروبا وأمريكا وقد بدأ واضحاً من خلال العديد من المواقف ومن خلالها الموقف السويسري عندما جدد المسؤولين هناك مطالبتهم للولايات المتحدة الأمريكية تقديم توضيحات بهذا الشأن الذي فسره الخبراء بأنه انفلات قضائي وتشريعي أصبحت الدول الأوروبية تعاني منه والذي اعتبر بأنه خربة في صميم  ديمقراطيتها ويخشون مستقبلاً لمواجهتهم صعوبات في مجال استمرارهم الحالي في الضغط على المؤسسات الرسمية ببلادهم من أجل سن القوانين اللازمة لمكافحة الإرهاب والعنف وتتجه الانظار لمجلس أوروبا الذي أطلق تحقيقاً رسمياً بشأن
المعتقلات السرية الأمريكية بأوروبا وسيعتمد المجلس على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان في أوروبا .. علماً بأن هذه المعاهدة قام بالتوقيع عليها خمسة وأربعون دولة أوروبية والتي سيطلب (مجلس أوروبا) من هذه الدول جميعها تزويده بكافة المعلومات عن هذه المعاهدة من أجل إتخاذ الاجراءات اللازمة والضرورية ومن جهة أخرى قال المسؤولون عن حقوق الإنسان في أوروبا .. اليوم نشهد تغيراً مخيفاً للميراث العريق لحقوق الإنسان الأوروبي خاصة بعد أن قررت أوروبا اللحاق بأمريكا في
مجال تغير قوانينها الديمقراطية إلى قوانين استثنائية تبرر الاعتقالات على عجل دون أدلة وتعتمد فقط على الشكوك .. والبعض يتساءل عن أسباب تغيير وجه أوروبا وتنقاذ وراء اليمين الأمريكي المتطرف وتسارع بتغيير قوانينها .. فهل الإرهاب موجود بأوروبا قفط ؟!

■ عثمان إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى