إذا أردنا تقييم وإعداد دراسة لكل من تولى منصباً ومهمة كبيرة أو صغيرة في كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة وهيمنت وآحتكرت وتغولت منذ سنة 2011م إلى اليوم .. وما شهدته البلاد من تجاذبات وأزمات وحروب وقضايا وصراعات لها أول وليس لها آخر . أن نقول لهولاء وماأكثرهم أن ما نشاهده وما نعيشه وما نمر به بأنكم تحبون ليبيا وأتيتم من أجل البناء والإعمار ومن أجل القضاء على السلبية و الفساد وتبديد الأموال .. وأن البلاد كانت متخلفة والناس تعاني الحاجة .. وكان التغيير وتزعمتم القيادة والريادة والسيادة وبدأتم تعملون من أجل الآستقرار الذي كان مفقوداً والسعادة التي كانت غائبة وأن البلاد كانت مغيبة ولابد من التوجه بها إلى أن تكون منارة في التقدم والعمل والبناء والتطور .. فهاهي المعطيات والأحداث المنظورة تقول عكس ذلك . وأصبح الهدف المكاسب والمناصب والمغانم .. غير هذه المزايا لا يهم ولا أحد يعنيه شيء .. يقفل النفط تسلم البلاد للاستعمار .. ترجع قواعد الاحتلال تفتح الحدود للهجرة غير الشرعية والمرتزقة . يستشري الفساد .. ويكثر التهريب وتستباح الحدود يُقصى من يتكلم على الباطل والفساد والخطف ويُستبعد من يجاهر بالحق .. ولم نراع بعضنا بعضا .. الكل يتكلم ولا نستمع إلى الحق والحقيقة والصواب .. نقول ولا نفعل نتمنى ولا نعمل نأخذ ولا نعطي نخرب ولا نبني نأكل ولا نحمد الله .. ولم يعد من يعرف قدر نفسه ويقف دونه .. تجاهلنا واستبعدنا كل الكفاءات وأهل الرأي السديد والخبرات من المتخصصين في القانون والثقافة والصحة والطب والصحافة والزراعة والتعليم والاقتصاد والنفط وكل القادرين على وضع الحلول والعمل على الأصلح والأفضل ونحن نعلم أن بلادنا تزخر بالكفاءات والقدرات في كل المجالات . فاعطوا الفرصة للقادرين واهتموا بالمتميزين وافتحوا المجال لمن يكن قادراً وجاداً كما يقول المثل (الخبز لخبازه) رغم أن حتى الخبز لم يعد لخبازه .. فقد عاث فيه الأفارقة وأصبح حرك بالعود واعط للغلابة ورقاد الريح .. والحياة راهي .. وقفة عز ..والبناء لايأتي بالتمني والتقدم لايتحقق بالفاشلين المستغلين والابتكار لايقوم به الجهال .. اتركوا اليأس وتخلصوا من السلبية واجعلوا الفرح في عيونكم وقلوبكم وانسوا الأحقاد والتسامح مفتاح السعادة والاستقرار وعلينا أن نكون مؤمنين بما وهبه الله لنا من الصحة والنعمة والقوة والمال وجعلنا مسلمين في بلد حباه الله بخيرات كثيرة وشعب متآلف رغم كل الخلافات التي زرعها أعداء هذا الوطن بين نسيجه الاجتماعي ومع ذلك لازال صابراً مثابراً يسعى إلى تحقيق الأمن والسلامة والعمل على الاستقرار للعيش بحياة كريمة . استكثرها علينا من يحاولون إفساد الذمم تشتيث الشعب ووصفه بما ليس فيه والاستقواء عليه بالقوة فلماذا تهنوا أنفسكم وتستسلمون للهزيمة والضعف ولا تيأسوا مهما كانت الظروف أحوالنا بخير وبلادنا سوف تنهض بكل قوة وتتعافى .. ونحن دائماً في تطلع إلى الأفضل ونحن فخورين دون غيرنا من الأمم والشعوب العربية .وخاصة لمن حولنا عندما كنا نقول نحن قبائل شريفة التي لاترضى التبعية والمهانة والذل قبائل تفخر بجهادها وعروبتها وانتمائها وأصالتها فهل تزال هذه القبائل تفخر بذلك وتكره أن يعود الاستعمار وأن لا ترضى بالمجرمين يشوهوا تاريخها وتراثها … فما تمر به بلادنا من الانقسام وعدم القبول لبعضنا بعضا أصبح يفوق الوصف والمألوف وبدأنا نجاهر بالعداء وإلى شق الصف .. والكل يرى في نفسه الأفضل والأقوى والأكثر وطنية والتزاماً ..ولم يعد فينا ولا منا من يجلس للوفاق ولا نتفق على رأي ولا نسمع لبعضنا بعضا ولا نقبل النقد ولا نرضى المساس حتى بالمجرمين الخارجين عن القانون رغم معرفة كل مدينة وكل قبيلة ابناءها المصلحين والشواذ فيها وتعرف المخلصين وتعرف الذين استباحوا كل شيء وتطاولوا على كل القيم والأعراف وتمادوا بالقتل والفساد والتهريب وعلى ذلك عندما يطالبونهم بالكف عن الفساد ولابد من الجلوس والحوار والاتفاق على كلمة سواء ووحدة الصف وكبح جماح المتهورين لا نجد من يستمع إلى العقل ولا من يتجاوب مع الوفاق .. فيخرج السلاح والعتاد وتقفل الطرق وتتعطل المهام ويوقف العمل ويعلو صوت العصيان بالسلاح بأماكن متعددة .. ونرجع إلى المربع الأول يموت من يموت ومن جاء في فوهة ال (14.5) يعوضه الله خيراً وفجأة يظهرالأعيان والمصلحون وتعود المياه إلى مجاريها .. ويتم الصلح .. مواقف في ظاهرها البناء وتريد الإصلاح وضد الفساد وفي باطنه جهوية وقوة عسكرية لها نفوذ وسلطة وحدود (تكلمني تقربني تقول لي حول ونريد جيش وصلاح البلاد .. اتموت) لماذا ؟ لأننا لم نكن على رأي واحد ولا مصالح واحدة ولاتهمنا البلاد واستقرارها .. لدينا مصالح ومنافع ونفوذ .. الكل من في منطقته وحدوده .. لاأريكم إلا ما أريد .. وهذا حالنا .
■ عبد الله خويلد