مقالات

المقامات والتسميات والرتب والنياشين

نحن نعيش في مجتمع يكاد يكون مجاملا اجتماعيا فكل العلاقات تتم بتقديم أصحاب المقامات والرتب مثل الباش مهندس والدكتور والأستاذ والأفندي وهي تسري على كل من يحمل رتبة ولو جنديا يحمل خطأ واحدا على كتفه فيحاول الناس رفع درجة تقدير حتى تمر مصالحهم وأحوالهم ويكتسبون حظوة لدى هؤلاء . قديما في فترة الخمسينات والستينات كانت الحظوة فقط لشيخ الجامع الفقيه والمدرس والشرطي فيصر المجتمعون على جلوسهم بصدر المجلس وما زلت أذكر أن رجل الشرطة كان يدعوه شيخ القبيلة لحل كثير من المشاكل والخلافات باعتباره رجل قانون كما يعي شيخ الجامع )الفقي( ليدلي بدلوه في القضايا الشرعية . اليوم جل أصحاب المعالي والرتب وأصحاب الدرجات هم المبجلون بين الناس والذين تخضع لهم أعناقهم في شكل من الاحترام والتقدير، ولكن نسأل هل الشهادات المتحصل عليها الذين بدرجة الدكتوراه فعلا صحيحة بل الناس قد تأخذ بالمظهر فغالبا تعد المتأنقين من أصحاب هذه الدرجات . كثير من حاملي الرتب اليوم إما بغير القانون الصادر والذي ينظم كيفية الحصول عليها وإما بالمحاباة وبحكم القرابة أو شراء التبعية فدرجة الدكتوراه كما نعرف تتم على منهج عالي المستوى العلمي لا تقل مدته عن ثلاث سنوات مع تحضير رسالة لشهر وتقدم لاجتياز درجة الدكتوراه بنجاح . كثير من حاملي درجة الدكتوراه تحصل عليها بشكل أو بآخر وغالبا من دول مثل أوروبا الشرقية أو جامعات خاصة في دول عربية بل الأدهى أن يشيع من اجتاز درجة الماجستير أو لم يكمل درجة الدكتوراه بسبب انقطاعه عن الدراسة أنه أصبح بتلك الدرجة . الأسوأ أن البعض يعتقد ،ظهر الشخص فيصنفه بدرجة دكتور أو شيخ علم وهو يصمت لوقوع التسمية هوى في نفسه فيشتهر بها ولا يصحح ذلك، فهو يحمد ما ليس فيه وهو نوع من الكبر والعياذ بالله . الترقيات والرتب يتحصل عليها أصحابها بكد وتعب وامتحانات وتقارير وخبرة زمنية وغيرها فيتقدم في العمر وهو على درجة متوسطة وتجد اليوم شبابا يحملون أعلى الرتب والدرجات والتي لا تستحق لهم.

■ محمد بن زيتون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى