يقظة الأمة … التي لم تستيقظ
(يقظة الأمة العربية) هذا عنوان كتاب صدر عام 1905 م للكاتب والسياسي اللبناني نجيب عازوري .. الكتاب عبارة عن وثائق ساطعة تفضح بحريات بيع الأراضي العربية في فلسطين للشركات اليهودية… عازوري الذي كان يشغل معاوناً لحاكم القدس العثماني في تلك الفترة العصيبة من تاريخ فلسطين كان اسم حاكم القدس العثماني كاظم بك. هذا البيك بحسب ما أورد عازوري لم يكن يتغاضى عن عمليات بيع الأراضي العربية لليهود وفق (فرمانات) السلطان العثماني عبدالحميد.. وإنما كان يشجع العرب على البيع وأحيانا يستخدم العنف ضد المتمسكين بأرضهم. مقابل رشاو كانت تدفعها الشركات لهذا الحاكم الخائن كانت قرارات السلطان عبدالحميد واضحة وصريحة بعدم بيع الأراضي لليهود مهما كانت الأسباب .. ومهما كانت المساحات. والي القدس كاظم بك، كان صهيونياً أكثر من الصهاينة اتخذ له بطانة من المرتشين والخونة كانوا يجوبون الأحياء والمزارع والأراضي العربية .. ويشترونها لليهود وبحسب ما أورد عازوري كانوا يشترون هذه الأراضي بأقل من أسعارها الحقيقية .. مقابل عمولات كانت تدفع لهم وللوالي العثماني .. كان الفساد يعم أرجاء الامبرطورية العثمانية التي لم تعد امبرطورية .. كانت السلطات أضعف من أن تحرك ساكنا لإصلاح المفاسد والقضاء على المفسدين حتى وصفوها ب (الرجل المريض) .. ولم يَفُتْ اليهود استغلال هذه الفرص في إشاعة المزيد من الفوضى واختراق القوانين والتقرب من أصحاب السلطة والقرار بالأساليب اليهودية المألوفة ومهما كانت وسائلها. عازوري كان يكشف عن الأوضاع الشائنة بالكتابة في الصحف .. وكان يقدم الوثائق الدافعة خصوصاً ضد والي القدس كاظم باشا؛ الذي نجح في كسب ثقة الباب العالي كما كانوا يسمونه بإرسال الأموال التي
ابتدع لها طرقاً غريبة .. سواء بالرشاوى اليهودية أو الضرائب التي كان يفرضها على العرب حتى أنه نجح في إصدار حكم محكمة بإعدام عازوري . أكثر من قرن مر على دعوة نجيب عازوري وكتابه (يقظة الأمة العربية) لكن الأمة لم تستيقظ و )لن( تستقيظ أو على الأقل في الوقت القريب والحال هو الحال .. ولاجديد .. الزعامات العربية تصول وتجول تخوض الاجتماعات والقمم وتحت الطاولة أشياء غريبة ومريبة.. يتهافتون بل يتسابقون على التطبيع وكسب رضى اليهود .. الغريب أنهم يعلمون بأن (اليهود والنصارى لن يرضوا) لن يرضوا بالتطبيع والمشاركات الاقتصادية وتمكين الخونة وضعاف الضمير من المراكز الحيوية والحساسة، وحماية الجواسيس والخونة. وأنهم يستخدمون هذه الحثالات كالدمى بوعود زائفة لا أساس لها ولاقدرة لهم على تنفيذها أما من وقع بين أيديهم من أصحاب السوابق ممن وثقوا لهم مايجعلهم لايتجرأون عن قول كلمة واحدة ضد الصهيونية وأساليبها القذرة.. هاكم الدليل .. الذي لاتحتاجون معه إلى دليل هذا الصمت على مايجري في غزة .. وهذه المحاولات الرخيصة لتبرير صمتهم
وعجزهم والمساعي الحثيثة لطلب الهدنة والمهادنة بنص المطالب الصهيونية.. أية هدنة لم يخترقها
الصهاينة منذ 48 وحتى 73 وأي دروس أضاعها هؤلاء الأغبياء وفي الأراضي العربية بأسرها؟!
■ أحمد سدوح