مقالات

وقت إضافي

ليبيا .. وعودة الاستعمار

الخروج من النفق يتطلب معرفة الطريق المؤدية إلى خارجه، ومغادرة العتمة يحتاج إلى شمعة تخترق الظلام وتطرده .. هذا ما ينبغي التفكير فيه والعمل عليه لإنقاذ ما تبقى من وطن أوقعته الملمات والأزمات فى منعطف يزداد التواء كل يوم وتزداد معه معاناة المواطنين بفقدانهم المزيد من مباهج الوطن والمواطنة .. جميعنا أصبح مطالبين ،واجهة هذا السؤال والإجابة عليه “هل بلادنا مستقلة؟!” أخالني لا أهذي عندما أقول بأن لا استقلال لدولة تنجس أراضيها القواعد والمعسكرات الأجنبية ،وإن توحد شعبها واجتهد وبلغ مرحلة الرفاهية التي يشتهيها على غرار بعض الدول القزمية المحتلة في المشرق العربي .. قد يستثقل البعض وقع هذا السؤال ويتهرب منه آخرون . فبعد 75 عاما من إعلان الجمعية العامة الأمم المتحدة اعترافها باستقلال ليبيا واعتبارها دولة مستقلة موحدة ، وذات سيادة توجت وتحققت في مطلع سبعينيات القرن الماضي بخروج شعبها من عباءة الوصاية الدولية والحقب الاستعمارية المتتالية وتطهير أرضها من القواعد العسكرية وإنهاء التواجد الأجنبي بجميع مسمياته ومبرراته، ولكن عود على بدء نجد بلادنا وقد عادت إلى خانة الدول غير المستقلة .. قبلنا ذلك أم لم نقبل اعترفنا أم كابرنا وألقينا برؤوسنا في رمال السلبية والقبول بالأمر الواقع، الواقع الذي يجب أن نواجهه بشجاعة، كما واجه أجدادنا وأباؤنا جحافل المستعمرين من المستعمر التركي إلى الإيطالي فالإنجليزي والفرنسي والأمريكي الذي ظل يتربص بنا منذ أن أسرت سفينته الحربية فيلادلفيا على الشاطيء الطرابلسي عام 1803م ، وحتى هذه اللحظة، ولعله حقق الكثير من أهدافه في السنوات الأخيرة بأساليب ووسائل عديدة وبأدوات لأسف وطنية .. قلت علينا أن نواجه واقعنا الوطني ومايحمله من تحديات بشجاعة أبناء الوطن المخلصين وبحرص المحبيين والغيورين ومن يهمهم أن تعود البلاد مستقلة ذات سيادة لا مكان فيها للغرباء والدخء وسماسرة المواقف والأوطان. علينا أن نواجه هذا السؤال ، وإعن الرفض لأي وجود أجنبي أو تدخل في شؤوننا الداخلية أو رسم الخطط والمخططات وخرائط الطريق المشبوهة .. فلن تعود البد مستقلة مالم نحررها من الوجود العسكري والاقتصادي والسياسي الأجنبي .. وإن لم يتحقق ذلك فلن نصل أبدا إلى بناء دولة كما يريدها الليبيون ، وقبلها لن ننجح في إقامة انتخابات نزيهة تهيئ لقيام الدولة الليبية الحديثة التي نريد ، كما لن نستطيع أن نقضي على خلافاتنا الداخلية المصطنعة وبلادنا تعج بالتنظيمات الاستخباراتية الأجنبية والتى تعمل بأريحية و نتهى الحرفية والدقة ، لشق الصفوف وإحداث الفتن وصنع الأزمات وإطالة عمر المحنة الليبية.

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى