مقالات

أصداء

مستنقع الكبير !

انتهت حكاية المصرف المركزي بتوافق أطراف ) وليس طرفي( الأزمة على اختيار الإدارة الجديدة التي ستكون أمامها مهام جسام وتحديات عديدة ، أولها إصاح الفوضى التي أحدثتها إدارة عبدالغفار أو عبدالستار ، والتي أصدرت قرارات أربكت عمل المصرف ، ومن ثم إصاح فوضى المحافظ السابق الذي ) لعب فيه 9 وفلقها على 16 ( طيلة السنوات الماضية غابت الشفافية عن عمل المصرف وسط صمت الحكومات المتعاقبة التي كانت تأتمر بأمر حاكم المركزي ، الذي تحول لبعبع لهم ، فلم يجرؤ أحد على معارضته أو سؤاله )ثلث الثاثة كام ! فالرجل لماسكهم من الإيد اللي توجع ! ( بعد أن استلم المحافظ ومجلس الإدارة الجديد مقاليد المصرف ننتظر الكشف عن أشياء كانت غائبة عنا .. كم الأموال .. رصيد الذهب .. رصيد العملة الصعبة .. الودائع الليبية في الخارج .. والأحاديث المتناثرة عن مليارات في دول بصفر فوائد .. وماهي مقترحات الإدارة لإعادة التوازن للدينار الليبي الذي تدهورت أحواله في عهد المحافظ السابق الذي برع في التحذير من الانهيار المالي للدولة ولم يقدم شيئا للحيلولة دون ذلك؟! . الإدارة الجديدة مطالبة بوقف الهدر الذي لم يتوقف للعملة الصعبة بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد بمنع استيراد السلع الكمالية التي لن يموت الليبيون لو توقف استيرادها ، وأن تعيد النظر في في سياسات مالية أثقلت كاهل الاقتصاد الليبي الذي تحول لاقتصاد استهاكي بحث ، ولولا النفط لأصبحنا مثل ل جيراننا ! لن تملك الإدارة الجديدة مصباح عاء الدين لإصاح فوضى الكبير ، ولكنها مطالبة بوضع برامج وحلول عملية ليستعيد المصرف المركزي عافيته وهذا ممكن لأن إدارته لم تأت من خارج القطاع المصرفي ، وما سمعناه من المختصن يبشر بخير ؛ فقط مطلوب منها أن تهتم بعملها وتبتعد عن التجاذبات السياسية وأن تخاف الله في الليبين، الشهور القادمة ستكون محكا أمامها ، إما أن تعيد للقطاع المصرفي عافيته ، أو تواصل الغرق في مستنقع الكبير.

■ عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى