لا يختلف اثنان حول حقيقة أن قطاع النفط والغاز هو اهم مصدر وبدون منازع لحياة كل الليبين إذ يؤمن ما يزيد علي 98 % من العمات الصعبة في دولة تعتمد علي الخارج في كل شيء ولا أحد يجادل أنه بدون النفط تتوقف عجلة الاقتصاد هذا إذا كان لدينا اقتصاد غير ما نتجه من نفط خام ونبيعه لتلبية ما نحتاجه من طعام ودواء ومسكن وملبس وتعليم وخدمات أخرى وبدون النفط يا سادة تتوقف الحياة التي تعودتم عليها لعقود من الزمن وليس بقدورنا على الأقل حتي الأن أن نفعل أي شيء يعوضنا عن النفط أو حتى يوفر لنا الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية .أن ما يتعرض له قطاع النفط والغاز منذ ما يزيد عن قرن من أقفال الحقول والموانئ النفطية لتحقيق مطالب سياسية أو جهوية أو فردية بندر بوقوع كارثة اقتصادية لن يسلم منها احد من اللبيبن والليبيات هذه الممارسات والأفعال المتكررة التي يتعرض لها هذا القطاع الاستراتيجي تسببت في خسائر مالية بمليارات الدولارات بالإضافة إلي خسائر أخري لا تقل فداحة عن سابقتها تتمثل في إن إعادة مرافق الحقول للعمل بعد كل عملية توقف ليس بالأمر الهن فهي عملية فنية معقدة تتطلب استبدال معدات وقطع غيار وجهد وأموال وليس كما يتصور البعض بان إعادة بئر نفط للعمل يتأتئ بكسبة زر من مكتب مكيف.! والخسارة الكبرى والتي ستظهر نتائجها في المستقبل القريب هو فقد ليبيا لأسواقها التقليدية في سوق النفط العالمي حيث هذه الأسواق شديد الحساسية تأثر سلب وأجابا بأبسط المؤشرات والمعطيات ونظرا لأهمه النفط للاقتصاد العالمي فإن سوق تجارة النفط ومشتقاته تخضع للمتابعة علي مدار الساعة من قبل الدول المستوردة التي تعتبر تأمن احتياجاتها من هذه المادة الثمينة ضمن أمنها القومي وهي غير مستعدة لتقبل أي نوع من المخاطرة وليس لديها أي استعداد للتعامل مع مصادر الطاقة يدور حولها حتى مجرد الشك فبمالك عندما يشاهدون علي الفضائيات حقول النفط الليبية يتم اقتحامها ووقف عمليات الإنتاج والتصدير. هناك دول وشركات تستورد النفط الليبي بدأت البحث عن مصادر بدائل أكثر أمنا واستقرارا والبدائل متوفرة وهناك دول منها عربية أبدت استعدادها للقيام بهذه المهمة كما فعلت في عام 2011 عندما توقف الإنتاج الليبي البالغ 1600 مليون برميل يوميا فتم تعوضه في غضون أيام قليلة جدا . وعلي الليبين ان يدركوا جيدا إذا خسرنا هذه الثروة التي حبانا بها رب العالمن لن نجد أمامنا من خيار إلا العودة مكرهن إلى حياة الفقر والمرض والمجاعة والتخلف عندئذ لن ينفع الندم.
* ابو العيد الصاكالي