مقالات

أما بعد

ليبيا السينمائي أن توقد شمعة

انفض المولد السينمائي الكبير في مهرجان ليبيا السينمائي الدولي الأول للأفلام القصيرة قبل يومين و بعد أيام جميلة من العروض السينمائية والفعاليات التي تتعلق بالسينما والتاريخ والإنتاج السينمائي وورش العمل والندوات والمحاضرات التي تصب كلها في اطار السينما وتاريخها والاهتمام بها .. لجان التحكيم في المهرجان استقبلت مئات الأفلام من شباب ليبيا ومن عديد الدول العربية والأجنبية ما اكسب المهرجان في نسخته الأولى الطابع الدولي والمهرجان حدث جديد بالنسبة لليبيا وغير مسبوق على هذا النحو وقد حظى الافتتاح الذي أقيم بالقاعة الكبرة بفندق ريكسوس بحضور غفير وغير مسبوق من المهتمين والمثقفين والمتخصصين والنقاد والجالية الدبلوماسية في ليبيا وعشاق الفن السابع ما عكس الشوق والتوق الكبيرين لمثل هذه الاحداث الكبيرة في هذه البلاد التي قلما تفرح بفعاليات مشابهة في ظل ما تعانيه الفعاليات والأنشطة عموما من نقص الدعم وشح الإمكانيات وقلة الاهتمام وعدم التركيز وبصراحة كان المهرجان فرصة لدخول البلاد رقعة الأمم المهتمة بالسينما والمهتمة بالإنتاج السينمائي الجديد عرضا وتحكيما وانتاجا وتشجيعا وهي خطوة هامة نحو الضغط في اتجاه الاهتمام بالسينما والاهتمام بالإنتاج السينمائي والاهتمام حتى بتهيئة المجال للراغبين في الاشتراك في المهرجانات السينمائية الدولية من صناع الفيلم المحلي . المهرجان الأول حقق حسب وجهة نظري الشخصية نجاحا ملموسا رغم قلة الخبرة في استضافة هكذا مناسبات كبيرة كما اكتنز بالعديد من الفعاليات القيمة المتعلقة بالسينما والتاريخ السينمائي والإنتاج السينمائي كما صدرت عنه مطبوعة يومية انيقة رصدت كل فعالياته تراس تحريرها الزميل خالد درويش برفقة نخبة من المحررين والمحررات ذائعي الصيت . والمهرجان لم يخلو بطبيعة الحال من بعض المشاكل التي اراها قاصرة عن خدش نجاحه وقيمته الفنية والتاريخية والتراكمية كخبرة نالها الاخوة في الهيئة العامة للسينما وعلى راسهم الفنان ابوقندة ورفاقه وهي الخبرة التي تؤهلهم مستقبلا لبعث مهرجانات اكثر نجاحا اذا ما منحت لهم الإمكانيات المناسبة مثل هذه المحافل .. اما الانتقادات التي وجهها البعض عبر منصات التواصل والتي تتعلق باستغرابهم إقامة مهرجان سينما في دولة لم تعد تمتلك دور عرض فهي انتقادات فارغة فدور العرض صارت من التقاليد لقديمة في السينما بعد دخول منصات الانترنت عليها وبعد ان صار بالإمكان وبكل سهولة ويسر متابعة ومشاهدة الأفلام عبر الهواتف النقالة الذكية والغبية وحتى بربط النقال بشاشة تلفزيون غرفة النوم ومتابعة أفلام السينما بل وحتى باستخدام النقال نفسه وتحويله الى الة عرض على جدران غرفة النوم أيضا غير هذا فان عدم وجود دور عرض في بلاد مضطربة وفي مثل أوضاع ليبيا اليوم ليس امرا عجيبا او طارئا اذ ان البنوك المالية عندنا لا مال فيها ومحطات البنزين لا وقود فيها و المستشفيات العامة خالية أيضا من الادوية والأجهزة والمعدات الطبية والتصوير الطبي .. تصوروا .. وأخيرا فان توقد شمعة خير من ان تلعن الظلام تلعن الأوطان التي ليس بها دور عرض .

 

■ عبدالله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى