مقالات

حديث الثلاثاء

بلا حدود !

تصنيف درجات الحريات الصحافية كل عام، وفي كل بلدان العالم ينجز وفقا لثلاثة اعتبارات تتمحور في مجملها حول قياس مدى شدة الانتهاكات والاعتداءات المرتكبة ضد صحفيي البلد أثناء ممارسة أدوارهم المهنية أو أثناء فترة دوامهم المهني تحديدا، بمعنى أي اعتداء خارج أو بعيد عن أوقات العمل الصحفي غير محسوب ولايسجل ضمن الاعتداءات المهنية، والمؤشر الثاني المعتمد من الهيئات الدولية يقيس مستوى الاعتداءات على وسائل الإعلام نفسها في حال وقع أي هجوم على مقراتها ومكاتبها وممتلكاتها، وينتهي مؤشر القياس إلى إرسال استبيان إلى متخصصين مختارين بعناية ! سواء كانوا باحثين وصحفيين وأكاديمين أوربما غيرهم، لمعرفة رأيهم في خمسة مساقات أهمها السياسية والقانونية ثم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وفق سلم درجات متفاوتة توزع من 100 درجة حسب كل مساق، ومنظمة مراسلون بلا حدود وهي منظمة غير حكومية تعمل كمستشار لدى الأمم المتحدة تدير كل تفاصيل ذلك على مستوى العالم، وهي من توزع شهادات الحريات الإعلامية وصكوك الغفران لكل دولة حسب مساحة الحرية ومناخ الإعلام فيها وولاءاتها وأشياء أخرى في شهر مايو من كل عام. لكن يبقى السؤال من هي المنظمات المحلية المتعاونة ومن هم المتخصصون الذين يملؤون استمارات الاستبيان ويصنفون أوطانهم أسفل السلم أو أعلاه، عادة لايوجد إفصاح عن أسماء هؤلاء حتى من باب الشفافية والمهنية، ولماذا منظمة مراسلون بلا حدود دون غيرها من المنظمات غير الحكومية من يستحوذ ويحدد درجة حريات الصحافة دوليا؟ إذا ما اعتبرناها منظمة فرنسية وليست اممية ومقرها باريس؟ وهل المؤشرات الدولية التي تتكأ عليها قوية وكافية لتحديد هوامش الحريات الصحفية التي يجب أن تكون داخل الدول؟ ومن يضمن مصداقية النخب المختارة من المتخصصين إذا ما اعتبرنا أيضًا أن درجة سقف الحرية لكل دولة تميل بل وتعتمد في الغالب على مايخطونه في الاستبيان المقدم لهم؟. فيما أتصور أن قياس مؤشرات الحريات الإعلامية في كل دول العالم تحتاج إلى اعتماد قياسات أكثر انضباطا وتحديدا ودقة وتطوير أسس حقيقية وحيادية، غير تلك التي تعمل بها منظمة مراسلون بلا حدود فأدوات قياسها قد عفا عنها الزمن، وخصوصا مسألة ملء الاستبيان كونها تخضع لأهواء المستجوب بشكل كبير .

■ الدكتور : عادل المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى