الهبة الليبية لجامعة جورجتاون
في شهر مايو عام 1977، وفي وقت اتجهت فيه ليبيا إلي الإتحاد السوفيتي وبداية ظهور خلاف بينها وبين أمريكا، قررت منح هبة لجامعة جورجتاون الأمريكية بقيمة 750.000 دولار خلال فترة 5 سنوات لتمويل كرسي أستاذية للثقافة العربية ، بمركز الدراسات العربية المعاصرة ، الذي أنشئ سنة 1975 في هذه الجامعة .. وقامت القيامة على الجامعة لقبولها هذه الهبة ، واُثارت جدلا كبيرا بين صفوف الطلبة والأساتذة وأمناء الجامعة ، وقالت جريدة جورجتاون الطلابية في مقال لها أنها دية من أسوأ أنظمة الحكم في عالمنا . وفي موقع المدافع صرح عميد الجامعة ما قدمته ليبيا هو هبة ، بعثت إلينا بصك، ولم تطالب بحساب أو كيفية التصرف بالمبلغ “.. كان من ضمن من تبرع لهذا المركز سلطنة عمان، الإمارات العربية، مصر، السعودية وكذلك العراق، وبعض الدول العربية الأخرى .. اللوبي اليهودي الصهيوني كان يمارس ضغوطه على كل من له علاقة بهذه الهبة لإعادتها وكذلك هبة العراق ، وبالفعل ففي يناير عام 1978 تم إعادة هبة العراق والتي كانت 50،000 دولار وكان سبب قيام رئيس الجامعة الجديد «القس تيموثي هيلي» بذلك هو تأييده لإسرائيل؛ كذلك ضغط المؤيدين لها من أسرة الجامعة ومن زعماء اليهود .. ثم في شهر فبراير عام 1981 قام القس هيلي بإعادة هبة ليبيا والتي بلغت قيمة 600،000 دولارمضافا” إليها فوائد المبلغ بقيمة 42،000 دولار قائلا إن أسلوب العنف في السياسة الليبية ودعمها للإرهاب يتنافى عن كل ما تدعو إليه الجامعة . في اليوم التالي من إعادة المبلغ تبرعت شركة بيرشيرنز المصرفية بمبلغ 100،000 دولار للجامعة وعلقت اللجنة الأمريكية اليهودية على لسان أحد أعضائها بأنها كانت مسرورة لاتخاذ جامعة جورجتاون هذا القرار .. هنا تظهر المتناقضات البشعة، ففي الوقت الذي كانت فيه جامعاتنا في طرابلس وبنغازي تتعرض للانتهاكات وكثير من طلبتها يقبعون في السجون، نتبرع لجامعة خاصة أمريكية ، في الجانب الآخر يرفض التبرع من هذه الجامعة بحجة دعم ليبيا للإرهاب غاضين الطرف عن الإرهاب الحقيقي والمعلن بل ودعمه، من قبل الكيان الصهيوني .
■ فايز حليم