مقالات

أبيض x أبيض

الوعي المجتمعي

الوعي كمفهوم عام هو درجة إدراك الشخص للأمور التي تدور حوله، سواء كانت تلك الأمور متعلقة بالنفس البشرية أو بالبيئة المحيطة به أو بالمجتمع بشكل عام. لذلك يكون وعي الأشخاص نتاج بيئتهم التي يعيشون فيها، فعملية الوعي الفردي هي علاقة تبادلية تقوم على التأثير والتأثر وكما يقال الانسان ابن بيئته، لذلك يرتبط وعبنا بمايدور حولنا من قضايا و تحديات تواجهنا كل يوم تتطلب وعي فردي ليتكون وعي مجتمعي عبر التفاعل مع كل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، للتشجيع على المشاركة المجتمعية والتأثير الإيجابي لتحقيق التغيير. يمكننا أن نحدد أصناف ومراحل الوعي المجتمعي بداية بالوعي الذاتي المتعلق بفهم الشخص لذاته ومشاعره وأفكاره وقيمه وتوجهاته، ليرتبط ضمنيا بالوعي الاجتماعي الذي يتضمن القدرة على فهم وتقدير المشاعر والاحتياجات والتجارب الأخرى، لاتخاذ القرارات السليمة والتصرفات الملائمة في الحياة اليومية، لذلك نجد للوعي ابعاد متعددة تربط بين التفكير الذاتي والتفاعل مع العالم المحيط بنا، ليكون مفتاحًا لفهم السلوك الإنساني، وعندما يكون لدى الأفراد وعيًا مجتمعيًا قويًا، يمكنهم التعرف على الاحتياجات والمشاكل التي تحتاج إلى حلول والعمل معا لتحقيق التغيير المطلوب وفق قواعد وأسس سليمة، لبناء مجتمعات متماسكة ومزدهرة تعزيز فيها العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة . ويعتمد كل ذلك على درجة إدراك الأفراد كي تقودنا لاتخاذ القرارات السليمة بداية بإدراك الفرد لذاته ووعيه بمشاعره وأفكاره ودوافعه، ثم يكتسب القدرة على الإدراك الحسي بالعالم الخارجي وكيفية تفسير الفرد للمعلومات وتحليلها . ليتشكل ضمنيا الوعي الثقافي بشكل عام، ويسهم تعزيز التفاهم و التعايش السلمي بين الأفراد وإن كانوا من خلفيات ثقافية مختلفة .

■ الدكتور  عابدين الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى