عظماء أهملهم التاريخ
تقول قصة صينية قديمة ، إن أحد الأباطرة سأل طبيبه الخاص و الذي كان من عائلة يعمل جميعها بالطب سأله عن أمهر أفراد عائلته في العلاج من الأمراض ، أكبر أخوتي ، أجاب الطبيب ، أكبر أخوتي يرى روح المرض قبل أن تتشكل ، و يقضي عليها ، لذلك فهو معروف داخل بيتنا فقط ، أخي الذي يكبرني مباشرة يعالج المرض حال إصابته للمريض ، لذلك لا تتجاوز سمعته حينا … أما أنا ، فإنى أعالج المرض بعد ظهور أعراضه ، فأثقب عروقا ، وأصف عقاقير ، و أقوم بتدليك ، لذلك فاسمى منتشر ووصل إلى علية القوم . تقول لنا هذه القصة المعبرة و التي أوردها لنا (صن تزو) في كتابه الرائع (فن الحرب) أن الرجال العظماء الحقيقيين ربما لم يذكرهم التاريخ ، لأنهم استشرفوا قدوم الخطر قبل أن يصل إليهم ، وعملوا على إبطاله قبل حلوله ، منهم من قوى جيشه و عزز تحصيناته و جعل جاره يعيد التفكير في أمر غزوه له، و منهم من ابتعد بقومه عن طريق أعاصير عاتية قبل قدومها ، و منهم من استشعر تطلعات شعبه ، فنفذها لهم قبل أن يثوروا عليه . والى رجال من هذه الفئة من العظماء ، نتطلع جميعنا ، بعد أن أعيانا انتظار النعيم ، و أثقلت ظهورنا مشاكل تتفاقم ، الغلاء الفاحش الذي يكشر لنا عن أنيابه كل حين ، غياب الأمن ، تدني مستوي التعليم و الصحة، معاناة المتضررين من جراء الحروب و الكوارث الطبيعية ، وغيرها من المشاكل التي نتعرض لها كل يوم لقد صدم الكثيرون بالأداء المتدني للمسئولين السابقين و الحاليين ، وأحبطنا لقرارات تأتي من خارج حدودنا ، تشكل حكوماتنا وتفرض علينا حلولها ، سيف عقوبات لازال مسلط علي رقابنا دون سبب منطقي ، ومجلس أمن يجتمع لمناقشة موضوع إعفاء موظف من وظيفته، وإلى رجال عظماء ، سيجود بهم شعبنا ، لازلنا نتطلع .
■ فايز حليم