حالة يصعب وصفها أو التعامل معها وإيقافها، خاصة عندما تصل بصاحبها إلى ذروتها من الانفعال وشدة الغضب . فالعنف طوفان لا يعترف باللوائح والقوان والأعراف، ويجعل نمن يسكنه يفقد السيطرة، ويتصرف بشكل عشوائي غير مدروس وكأنه مس من الجن.يعيش العنف في النفوس ويظهر بنسب متفاوتة من شخص لآخر. نراه في كل مكان : في المنزل، في الشارع، في المدرسة، في ملاعب الكرة، في اختناق الطرق، كما نراه في الأسواق وأماكن العبادة .. حيث يُعد العنف من الظواهر الاجتماعية المعقدة التي تؤثر على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم .تختفي أمامه لغة الحوار وأساليب الإقناع، ويصبح العنف سيد الموقف ، يتجلى في أشكال متعددة تشمل العنف اللفظي والجسدي والنفسي والاقتصادي، ويؤدي إلى عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات، فالعنف الجسدي يتضمن استخدام القوة والاعتداء بالسح أو بالضرب المبرح. االعنف النفسي يشمل التهديدات، والإهانات، والإيذاء العاطفي، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للضحايا أيضًا، العنف الاقتصادي يتمثل في السيطرة على الموارد المالية والطبيعية من قبل الآخرين . وهذا العنف وراؤه عدة أسباب، أبرزها العوامل الاجتماعية كالفقر والبطالة ونقص التعليم، إضافةً إلى التنشئة الاجتماعية لبعض المجتمعات والعوامل النفسية التي تجعل من ثقافة العنف وسيلة لحل النزاعات . فآثار العنف تترك بصماتها السلبية على الأفراد والمجتمعات، ويجب نشر الوعي والدعم النفسي للضحايا وتفعيل القوان الصارمة نلمكافحة العنف وضمان حماية الضحايا. ويبقى العنف ظاهرة معقدة تتطلب جهودًا جماعية للتعامل معها من خل التوعية اوالتعليم، ولا يمكن محاربة العنف بوسائل سطحية أو بمسكنات مؤقتة .. يجب معالجة جذوره قبل أن يستفحل ويدمر المجتمع. لذلك يجب أن نعمل معًا لبناء مجتمعات أكثر سمًا اوأمانًا ونعود إلى لغة الحوار.
■ عبدالرزاق يحيى