مقالات

حديث الثلاثاء ا

الإعلام واليونيسكو !

قبل أكثر من ستين عاما وضعت نخبة متميزة من دهاقنة الإعلام في منظمة اليونيسكو معايير لقياس وسائل الإعلام التي يجب أن تصل إليها وتمتلكها الدول النامية كحد أدنى ضمن اشتراطاتها لتكون تلك الدول ضمن الخارطة الإعلامية الدولية المعتمدة.. وقد حددت عددا من المتطلبات لتكون الدول النامية لديها إعلام .. حيث رأت اليونسيكو أن يكون لكل 100 مواطن 10 نسخ من الصحف اليومية يتمتع بقراءتها ، وأن يستمع كل 100 مواطن إلى 5 أجهزة راديو، وأن يتمتع كل 100 مواطن بعدد مقعدين في دور السينما، وأن يشاهد أيضا كل 100 مواطن عدد 2 اجهزة تلفزيون هذه مسائل أساسية .. إذا ماتوفرت هذه الاشتراطات فإن الدولة النامية كليبيا مثلا تكون لها وسائل إعلام أو من ضمن الدول التي تتعامل مع وسائل الإعلام ولديها انتشار وضمن الخارطة الإعلامية الدولية. السؤال الملح وطبيعي أن يتبادر إلى الاذهان، هل هذه الشروط لاتزال معتمدة من منظمة اليونيسكو؟ أم عفى الزمن عنها أو استبدلتها بأخرى، وهل كانت بالفعل مقاييس حقيقية تعاملت معها دول العالم الثالث أم مجرد محض استهزاء دولي من منظمة ثقافية تحوم حولها أكثر من علامة استفهام؟ لا اتصور أن منظمة اليونسكو لاتزال تهتم بتأطير وضبط هذه القضايا وأعتقد أنها قد تجاوزتها إلى موضوعات وقضايا أخرى غير الإعلام خصوصا وأنها منظمة عانت منذ بداياته من قضية الهيمنة الأمريكية على قراراتها ولعل حالة المقاطعة الأمريكية ماليا لها، بعد صدور تقرير لجنة جون ماكبيرايد أواخر سبيعنات القرن الماضى والخاص بالتدفق الإخباري من جانب واحد أفضل مثال، وحتى في قضية إدارة الانترنت ووقوف أمريكا ضد تبادل إدارته في كل جولات الحوار منذ العام 2003 بجنيف، مرورا بتونس 2005 وحتى العام 2018 كان الرأى الأمريكي هو المهيمن على الجميع .

■ الدكتور : عادل المزوغيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى