شنقوك ظلما … فما أحقرهم ! وما اجمل بسالتك التي ستظل تحكيك … فأنت الفارس المقدام دوما … و ملاحم بطولاتك تردد صداها روابيك … بطل يشاد بك على مر الزمان ..، فعمرك أطول من عمر شانقيك .. لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال . لأنه آمن بالحرية ، وحق بلاده في العيش بكرامة ، فقاراع العدو، ولم يستكن ، ولم تثنه سنوات عمره التي بلغت السبعين على مقارعة المستعمرين .. لم يحسب للعمر حساب .. ولم تغريه المناصب، ويسال لها لعاب … ظل كما وصفه الشاعر صامدا قويا لم ين جاه، أو يلم ثراء … قاوم بثقة في النفس جبروت العداء … كان صادقا مع نفسه ، فنقش التاريخ اسمه في صفحات الخلود … لأنه وفيا لوطنه ، بقى يقارع المحتل ، سنوات ليست قليلة … رغم الفقر والمرض … لم يفرط في الأرض والعرض … إلى أن سقط من جواده في الميدان وهو يقاوم … وحينما وقع في الأسر لم يهادن، وقال قولته المشهورة (نظل نحاربكم انا والجيل القادم) . وقدم إلى المشنقة فظل شامخا شموخ نخيل بلاده … لم يرهبه جلاده … نظر إلى الحاضرين نظرة مفادها أن استمروا في المقاومة فحبل العدو قصير … الى ان يتحقق الهدف والمصير … المجد والخلود لشيخ الشهداء عمر المختار، ولا نامت أعين الجبناء .
■ الدكتور : خليفة العتيري