مقالات

وقت إضافي

العودة المدرسية ورهانات المرحلة

انطلق العام الدراسي الجديد وتجدد معه الأمل في أن نرى بلادنا وقد ارتقت بالعلم وتخطت بنوره دهاليز المرحلة الوطنية الراهنة وعتماتها ، ونفضت عنها غبار السنوات العجاف وعاودت النهوض من جديد لتحجز لها مكانا ومكانة بين بلدان المعمورة وشعوبها التي وعت مبكرا بأن لا وسيلة للتقدم والرفعة إلا بالعلم والمعرفة ولاسبيل لتطورها إلا بتطوير العقول وتأهيلها لتكون قادرة على التفكير البناء و الابتكار والاختراع ورسم الخطط والبرامج الهادفة والمشاريع الكفيلة بتحقيق حياة الرفاهية المجتمعية، مطمح البشرية منذ أن وعت ذاتها وانتظمت في مجتمعات ودول .. انطلق العام الدراسي الجديد 2025/2024م وبدأ أكثر من 2.091.841 تلميذا وتلميذة في مختلف المراحل الدراسية موسم دراسي جديد وانتظموا في 4.775 مدرسة , وأوكلت مهمة تعليمهم لعدد 580207 معلم ومعلمة يغطون كامل التخصصات والمجالات العلمية ويديرون العملية التعليمية بمختلف تفرعاتها . انطلق العام الدراسي الجديد وأوضاع المؤسسة التعليمية وأحوالها في بادنا كحال ل الباد ليست على ما يرام ، وليست في مستوى مسؤولياتها التي ازدادت مع ازدياد أوضاع الوطن ترديا من جهة ، ومن جهة أخرى التطور المتسارع الذي تشهده المعمورة على مستوى طرق ووسائل وأساليب التعلم الحديثة التي تخلفنا عن مواكبتها للأسف ونحتاج إلى الكثير من العمل كي نلحق بها . فالتعليم الحديث لم يعد فقط “معلما وكتابا ولوحة ومبنى تعليمي”، كذلك لم يعد يعتمد التلقن والحشو والتحفيظ وفي الخاتمة امتحان نهائي للتقييم ، بل تخطى التعليم الحديث هذه المفاهيم وتجاوزها لينتقل بالمتعلمن وطاب العلم من خانة المتلقي السلبي إلى المتعلم الإيجابي والمشارك المتفاعل … أصبح هدف التعليم الحديث هو تمكن التاميذ من الأدوات المعرفيه وتعليمهم كيف يتعلمون وما الذي ينبغي أن يتعلموه ليكونوا أفرادا فاعلن في مجتمعهم بطرق وأساليب تتفق والعصر الذي نعيش والذي بات يوسم بالعصر الرقمي . لن نتحدث عن الأخطاء التي باتت تتكرر كل عام من قبل وزارة التربية والتعليم كالأخطاء الواردة في بعض المناهج المدرسية وتأخير القيام بأعمال الصيانة السريعة للمدارس ، وكان سببا عللت به الوزارة تأجيلها للموعد الذي كانت قد حددته للعودة المدرسية غرة سبتمبر الجاري ولن نتحدث أيضا عن تذبذب المواعيد وعشوائية بعض القرارات و الكثير من السلبيات والمشاكل التي يشهدها القطاع التعليمي في بلادنا فلقد أصبح الجميع يدرك ما يعانيه منذ سنوات ، ولكن نركز دائما وندعو إلى أن يكون إصاح التعليم والدفع به وتطويره أولى أولويات أصحاب القرار وراسمي سياسات الدولة المتعثرة ، فلن تغادر بلادنا هذه المتاهة التي أوقعتها فيها الظروف ولن تتخلص من إرباكاتها من دون الالتفات إلى المؤسسة التعليمية للدفع بها وتطويرها وتمكينها من القيام بكامل مسؤولياتها لتحمل مشعل التغيير للأفضل .

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى