أمريكا الخصم والقاضي والجلاد
أمريكا إمبراطورية الدولار تهيمن على العالم بقوتها التقليدية والنووية وإمكانياتها التقنية الهائلة و الأقمار الصناعية المتنوعة والمتحكمة في مقاليد السياسة الدولية بدءاً من مجلس الأمن الذي صنعته على أرضها وانتهاء بما تحيكه من ألاعيب سياسية تخدم مصالحها في العالم كله وهي التي تحتل بقواتها حاملات الطائرات البحار والمحيطات وتسيطر على جل مداخل ومخارج المضائق والممرات البحرية وتستغل المعاهدات والاتفاقيات المبرمة حتى صارت شرطي العالم الذي يصول ويجول دون حسيب أو رقيب. أمريكا تسيطر فعليا على دول أوروبا إما بالسياسة أو التحالف معها وهي تساند بعضها في العمليات الحربية، وأمريكا بقصد تزج بدول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وحتى دول عربية وآسيوية حتى تكتسب مشروعية دولية أمام العالم؛ ناهيك عن حق النقض لهذه الدول مجتمعة . أمريكا تولت منذ زمن حماية ورعاية العدو الصهيوني بدلا من بريطانيا إذ يتحكم بها اللوبي الصهيوني والمنظمة الماسونية المنتشرة في العالم كله تقريبا وتخطط للحفاظ على بقاء الدولة الصهيونية في فلسطين والزحف على ما حولها من بلاد بها ثروات نفطية ومائية، وهي تمارس قوة احتلال وتزعزع استقرار شعوب المنطقة وتتولى دعم الانقلابات لقادة عسكريين جرى تدريبهم ورعايتهم وتدجينهم بحيث يكونوا حماة لدولة الكيان وليس لتحريرها كما يظن بعض الشعوب الغافلة. دائما دعمت الولايات المتحدة العدو الصهيوني وحلفاءها في المنطقة ضد الثورات والانتفاضات بأساليب شتى وتظهر للعلن خلاف ما تبطن وتهدد الدول الرافضة أو المتمردة بالعقوبات الاقتصادية وأحكام المحكمة الجنائية الدولية بمشاركة حلف الأطلسي كله، وما صرح به الرئيس الأمريكي بايدن أخيرا؛ إن لم توجد إسرائيل لصنعنا واحدة أخرى، وصرح الرئيس في خطاب وداع وتسليم الرئاسة إلى ترامب ) أكبر إنجازات إدارتي هي وأد الربيع العربي الذي هدد أمن صديقتنا إسرائيل وقد نجحنا بالتعاون مع حلفائنا في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وقضينا على المولود الديمقراطي في مصر ومنعنا السوريين من الحصول على الأسلحة التي توقف غارات النظام والقصف الجوي وسمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم والحقيقة أن الإسلام ذاته هو المشكلة .. رابط كلمة أوباما (http:Kanassalatss.co 2016) . اليوم أمريكا تلعب دور الحليف للعرب والمسلمين بالكلمات المنمقة وطالما المليارات تملأ خزائنها والنفط العربي ينساب كما تشاء والطغاة يسيطرون على الشعوب العربية والإسلامية فهي تمثل الأب الروحي للحكام والقادة العرب والمسلمين والذين يحجون إلى عتبات البيت الأبيض كل فترة لأخذ النصيحة وطبخ الفتن والمؤامرات ضد العرب والمسلمين خاصة. في قضية الحرب على غزة وإعلان بايدن شخصيا ضرورة القضاء على حركة حماس وأنه مع دعم إسرائيل والحفاظ على أمنها وقد مد العدو الصهيوني بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة وبالخبراء والمستشارين وكل المعلومات الاستخبارية اللازمة لضرب وتدمير غزة؛ بل سعت أمريكا لصد الهجمات الصاروخية الإيرانية على العدو الصهيوني وتهاجم القوات اليمنية وتمنعها من ضرب السفن المبحرة باتجاه موانئ العدو. نصبت أمريكا نفسها كحامية للعدو وتحاول إيهام الفلسطينيين بأنها معهم وتبيع لهم أوهام المساعدات والغذاء دون أي مصداقية على الأرض , وأخيرا تبنت المقترح الصهيوني والذي يخدم العدو فقط مع أوهام وقف الحرب بما يتوافق مع رؤية العدو فقط بهدف تبادل المحتجزين ثم التفاوض الذي قد يستمر شهورا تحت النار . الطغاة الأمريكان دائما يتعاملون مع خصومهم الأدنى منهم بتعال وأنفة وكبر ويرونهم قليلي عقل وذكاء وليس في المستوى المطلوب، فصنفوا الهنود الحمر كحيوانات متخلفين وكذلك مع الكوريتين وفيتنام واليابان وليس كبشر خلقهم الله بل ينزعون منهم حق الحياة الإنسانية. ومثل ما تحررت كثير من الشعوب والدول ليبيا والجزائر والهند وفيتنام وجنوب أفريقيا وغيرها ستتحرر فلسطين والقدس ومسرى رسولنا الكريم طال الزمان او قصر، والله المستعان .
■ محمد بن زيتون