مقالات

حديث الثلاثاء

عود على بدء !

الإعلام.. ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه نصابٌ .. ومداح؟ وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ وكل ثانيةٍ يأتيك عوال؟ اقتباس قباني قد لايبدو في محله لكنه إلى حد كبير يشخص حالة استياء وطنية تفاقمت بلا حدود في السنوات الأخيرة دون إجراء رادع أو حتى وضع استيقاف لها ! مخاطبة الرأي العام عبر وسيلة إعلامية رسالة ومهنة وأمانة تقتضي نوعًا من الموهبة وكمًا من الدراسة الإعلامية ! لماذا تترك حدود الإعلام مستباحة يطأها من شاء ذلك ، وأبوابه مشرعة لكل من هب ودب، ولكل ناعق وزاعق وكاذب وانتهازي ! هل يمكننا مزاولة مهنة الطب أو الهندسة والعلوم ؟ أو غيرهم من المهن دون ترخيص وأذونات؟ الجواب : بالطبع لا ! لماذا الإعلام دونًا عن كل المهن يمتطيه من شاء ذلك؟! الإعلام أمن وطني وقومي وقصة حضارة ومعرفة ووعي ! لماذا العبث به يصل حدًا من الاستباحة لا يوصف ولا يتصف ؟! انفلات إعلامي غير مسبوق لا يفسر ولا يخضع لأدوات البحث والتعليل والتحليل . السواد الأعظم لا يعرفون شيئُا عن مهنية الإعلام ولا أخلاقياته ولا تشريعاته ولا أخر تطوراته، وكل فكرتهم أن الإعلام مجرد التقاط “مايك” في قناة أو خربشة مقال في جريدة، ومع ذلك يتصدرون المشهد بقوة النفوذ وسطوة العلاقات ! صناعة الإعلام واحدة من أكثر صناعات العالم رواجا اقتصاديا. لكن الفاشلين والاغبياء يغزون وسائلها ويمتطون صهوة منابرها. المجال الإعلامي يعمل كمحلل شرعي لمن أراد القفز على مهنته الأولى مؤقتا والعودة إليها بعد انتهاء شرط التحلل .. إنها حالة ليبية خالصة!.

■ الدكتور : عادل المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى