مساع أمريكية لخنق الاقتصاد الروسي
نجحت واشنطن إلي حد بعيد في فك ارتباط دول الاتحاد الأوربي وبريطانيا بالطاقة الروسية الرخيصة وتحولت في وقت وجيز إلي أكبر مصدر للغاز في العالم متجاوزة أستراليا وقطر وروسيا فبالإضافة إلي العقوبات الغير مسوقة التي رفضتها أمريكا وحليفاتها علي الأرصدة والممتلكات الروسية الخاصة والعامة تحولت أنظار الإدارة الأمريكية ألي تعطيل خط أنابيب نقل الغاز الروسي إلي الصن عبر الأراضي المنغولية وتأتي هذه الخطوة في اطار تحقيق الاستراتيجية الأمريكية من يسيطر غلي مصادر الطاقة وفي مقدمتها النفط والغاز يحكم العالم . فبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» الأخيرة إلى منغوليا أعلنت الأخيرة أنها استبعدت من خطتها التنموية 2028 مشروع «قوة سيبيريا »2 الذي من المتوقع أن ينقل نحو 23 مليار متر مكعب من الغاز مناطق الإنتاج في سيبيريا الروسية إلى الصن وتصل تكلفة المشروع إلى 15 مليار دولار ويبلغ طول خط الأنابيب 2500 كيلو مترا وتم تدشن المشروع في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، كخطوة للالتفاف علي العقوبات الغربية التي تم فرضها برعاية واشنطن، والتي تضمنت حظرا علي مبيعات الغاز الروسية. و تهدف موسكو من خل هذا المشروع ا إلي فتح أسواق جديدة للغاز الروسي مع الحليف الصيني ولكنه اصطدم الأسبوع الماضي، بقرار من الحكومة المنغولية، بعدم إدراج خط الغاز، ضمن خطة التنمية 2028، وهو القرار الذي جاء بعد حوالي 20 يوما من زيارة وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن»، للبد ضمن جولة آسيوية، في زيارة ا أكد خلالها علي أن منغوليا شريك مهم للولايات المتحدة الأمريكية المشروع الواعد سرعان ما أحاطت به حالة من الغموض، خاصة بعد أن استبعدته منغوليا، من خطتها الوطنية للتنمية وهو ما أثار العديد من التكهنات حول مصير المشروع الذي من شأنه ربط حقول الغاز الروسية بالصن. الدور الأمريكي والغربي في تعطيل المشروع وأثار قرار الحكومة المنغولية بعدم إدراج خط أنابيب غاز “قوة سيبيريا 2” ضمن خطط الإنفاق الخاصة بها خل الأربع ا السنوات المقبلة، تساؤلات عن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي خلف الكواليس، خاصة أن القرار جاء بعد أقل من شهر لزيارة «بلينكن» للبد.ا و استقبلت منغوليا، عدة زيارات أبرزها وزير الخارجية الأمريكي مطلع الشهر الجاري، وزيارة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» مايو 2023، كأول رئيس فرنسي يزور البد، وهو ما يثير العديد من ا التساؤلات عما إذ كانت هذه الزيارات سببا في تعثر المفاوضات، وتجاهل منغوليا لمشروع خط الغاز. وخل المدة الماضية ابدت الولايات ا المتحدة الأمريكية، اهتماما زائدا بمنغوليا، إذ أجرى «بلينكن» مطلع الشهر الجاري، محادثات مع وزيرة الخارجية المنغولية «باتمونخ باتسيتسيغ » التي كانت في واشنطن الأسبوع السابق للقائهم الأخير، وإطق هذا االحوار الاستراتيجي. أهمية المشروع للاقتصاد الروسي ودفعت الحرب الروسية الأوكرانية، موسكو، لزيادة الاعتماد على الصن، لدعم اقتصاد الروسي، مع استمرار العقوبات الأوروبية المتزايدة، لذلك يستهدف خط أنابيب غاز “قوة سيبيريا 2″، ربط السوق الصينية بحقول الغاز في غرب روسيا التي كانت تزود أوروبا ذات يوم. والشراكة بن الصن وروسيا في مجال الطاقة موجودة بالفعل، إذ إن الصن تستقبل الغاز من شرق روسيا عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا 1” والذي دخل في طور التشغيل عام 2019، ونقل ما يقرب من 23 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي، وتبلغ طاقته الكاملة 38 مليار متر مكعب، والمتوقع تحقيقها عام 2025، إلا أن “قوة سيبيريا 2″، سيضيف 50 مليار متر مكعب إضافية من الغاز إلى الصن من الحقول في شبه جزيرة «يامال» في غرب سيبيريا.وتشير معلومات الطاقة الصينية أن طلب الصن على الغاز المستورد من المتوقع أن يصل لحوالي 250 مليار متر مكعب بحلول العام 2030،وذكرت أنه لا يزال من الممكن تلبية مستوى الطلب للعام 2030 إلى حد كبير أو كلي من خل العقود الحالية لإمدادات خطوط االأنابيب والغاز الطبيعي المسال، إلا أنه وبحلول العام 2040، ستصل الفجوة بن الطلب على الواردات في الصن والالتزامات الحالية إلى 150 مليار متر مكعب.وتحتاج روسيا لخط الأنابيب “قوة سيبيريا 2″، حتى يمكنها تصدير غازها للصن، خاصة بعد انخفاض صادراتها إلى أوروبا .