الفنان يوسف الكردي (ساحر الصندوق) للوقت .. (الجزء الثاني والأخير)
مشاركتي في عمل شط الحرية .. كانت محطة جميلة من محطاتي الفنية
في الجزء الثاني من حوارنا مع الفنان يوسف الكردي – ساحر الصندوق – والذي تحاورنا معه عن بداياته الفنية ومسيرة عطائه المتنوع في مجال المسرح والإذاعة المرئية والمسموعة وبرامج الأطفال التي تميز فيها من خلال أعمال لاتزال في ذاكرة الأطفال الذين عرفوه من خلال أعماله التي تجول بها في كل المدن الليبية . يوسف الكردي فنان متعدد المواهب يجيد الأدوار المركبة ويعشق المسرح .. تحدث في الجزء الأول من هذا الحوار الذي لم تنقصه الصراحة عن بداية حياته الفنية وعلاقته بالفنانين والأعمال التي اشترك فيها ولايزال مواكبا للحركة الفنية . يتمنى من المسؤولين الاهتمام بالمسرح ودعمه ويرى أن المهرجانات المسرحية هي عبارة عن صرف أموال بدون فائدة لو شيدت بها مسارح لكان أفضل .. دائما يقول تجربتي مع الأطفال علمتني الكثير ويتمني تخصيص وتوفير ميزانية خاصة للحركة الثقافية والفنية وكل ما يحتاجه المسرح والفنان لكي ننهض بالفن في ليبيا .. يوسف الكردي نتواصل معه بنشر الجزء الثاني من اللقاء المتميز الذي أجريناه معه والذي بدأناه بالسؤال التالي :
■ تميزت في المرئية وكنت مقلا في النشاطات المسرحية لماذا ؟
منذ ثورة فبراير كانت لدي أعمال كثيرة في المرئية ولست مقلا في المسرح فلدي كذلك أعمالا مسرحية على سبيل المثال عمل للكاتب أحمد إبراهيم الفقيه وهو (ضبع البراري) وهذا العمل يحكي عن وحدة البلاد شرقا وغربا وجنوبا بشخصيات ثلاث( غرباوي و شرقاوي وساحلي) ودوري هو شخصية الساحلي وتحصل هذا العمل المسرحي على العرض المتميز في المهرجان الدولي في أرفود بدولة المغرب. ولدي عمل آخر مسرحي للطفل (رحلة بن بطوطة) كان لي فيه أكثر من شخصية إحدى هذه الشخصيات الثعلب وهو يحكي عن صراع بين الأرانب والغربان .
■ لو كنت مسؤولا عن الفن والثقافة .. ماذا ستفعل في ظل شح الدعم والإمكانيات؟
لا أستطيع ولا أقبل بدون نقابة حرة تتابع حقوق الفنانين والفنيين وتدعمهم في كل أعمالهم وتدافع عن حقوقهم .
■ كيف ترى المهرجانات المسرحية ؟
بلبلة وزوبعة في فنجان وهي عبارة عن صرف أموال بدون فائدة لو شيدت بها مسارح لكان أفضل وميزتها الوحيدة هي ملتقى للزملاء الفنانين وتعارف مع الوجوه الجديدة فقط من جميع مناطق ليبيا .
■ ما تقييمك للحركة الفنية بشكل عام ؟
ليس لدي أي تقييم لأن الأعمال الفنية ليست مستمرة ومتواصلة لتكوين مسرح أو أي عمل فني لكثرة الصعوبات والعوائق .
■ ماذا تقول للفنانين وخاصة من هم في بداية مشوارهم الفني ؟
أنصح بعض الفنانين من الجيل الفني الجديد الذين اغتروا وادعوا أنهم هم أهل الفن ولولاهم لما تطور الفن .. فالفن أخلاق واحترام والفن وأهله موجود من قبلهم وكانوا يتمنون التصوير والوقوف مع الفنانين القدامى .. واليوم تناسوا ذلك . وأما الفنانين المحترمين لفنهم سواء كانوا من جيلنا أو من الجيل الجديد فهم متفائلون دائما وغير مغترين ويؤمنون بأن الفن أخلاق قبل كل شيء .
■ كيف كانت مشاركتك في شط الحرية مع المخرج القابسي ودورك المتميز بالعبارة التي قلت فيها (والله لو طاحت عنكم
رشادة تلقونا قدامكم) عبارة كانت مؤثرة جدا .. فكيف عبرت عنها ؟
مشاركتي في العمل كانت محطة جميلة من محطاتي الفنية .. والعبارة المؤثرة عبرت عنها بشكل جيد ولقد تم تكرار المشهد في (البروفات) لأكثر من مرة والمخرج ينظر لي حتى ضبطت بالشكل الذي يريده لأن المخرج هو مرآة الفنان.. وكان المشهد فعلا مؤثر جدا .. ومن منبركم هذا صحيفة الوقت . أحيي المخرج فتحي القابسي وكل الفنانيين بشط الحرية .
■ تعاملت مع برامج الأطفال كثيرا وقدمت حلقات متنوعة.. كيف كانت تلك التجربة ولماذا لم تستمر؟
تجربتي مع الأطفال علمتني الكثير وعملي في دار كريسته لثقافة الطفل وما شجعني هو (السبطي) وهو ابن ابنتي عندما قال لي ذات مرة بعفوية وكما قال بدون مجاملة (أنت ياجدي صاحبي) لأنني خرجت معه في فسحة واشتريت له كل ما طلب من مثلجات وغيرها وهذه العبارة جعلت مني صديقا للأطفال وكل إنسان بداخله روح الطفولة . وفي سنة 2023 عملت للأطفال في (وسعاية ميزران) أيام ميزران وكذلك هذا العام عملت على خيال الظل والحكواتي ولا زلت مستمرا ولم أنقطع.
■ أعددت أعمالا للمسموعة .. لماذا لم تعد للمسرح؟
الكتابة للمسرح ليست سهلة فهو عالم بحد ذاته ويحتاج للمعايشة في كواليسه فمن الممكن أن تكون أديبا ولكن لا تستطيع الكتابة للمسرح لأنك لم تدخل في كواليسه ، والممثل المتقمص للدور أغلب الأحيان لا يستطيع الكتابة .
■ أين أنت اليوم من الحركة الفنية ؟
موجود .. فلو جاءني عمل هادف أقبله بكل رحابة صدر .
■ الزعيمان ما تقييمك لهذا العمل ؟
لا أستطيع تقييمه لأني لم أشاهده .
■ من أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم وقدموك بالشكل الذي تميزت فيه فنيا ؟
الكثير من الزملاء لي معهم محطات ومواقف جميلة لا أستطيع تسميتهم خوفا من نسيان أحدهم فالمخرج الذي يبحث عني ويرغب ويحب أن أعمل معه أي عمل فني ويحترمني ويقدرني هو هذا الذي يعجبني وأعمل معه باطمئنان وثقة . وهناك من يبحث عنك لإنقاذ موقف .. نعم ممكن أن أنقذ موقفا معينا بغياب ممثل ولكن لا يعني هذا لأجل المخرج؛ بل لأجل الفن فقط .
تجربتي كانت ممتعة وجميلة جدا ولن أنساها مدى حياتي ، وأنا لم ولن أتوقف ولا زلت مستمرا مع هذه التجربة .. ومسرح الطفل مهم جدا ويجب أن يهتم به المسؤولون وذلك بالاستعانة بخبراء وبتكثيف دورات تدريبية وورش عمل وبالدعم المطلوب وتوفير مقر ومسرح خاص به .
■ من تعاتب ؟
لا أعاتب أحدا وأتمنى التوفيق لكل الزملاء الفنانين .
■ ماذا تريد أن تضيف ؟
أشكركم على هذه المساحة والاستضافة .. و أقول لكل من يهمه الأمر لو نريد صناعة مسرح فيجب أن تكون له ميزانية خاصة لتوفير كل ما يحتاجه المسرح والفنان لكي ننهض بالفن في ليبيا ؛ مع تمنياتي للجميع بالتوفيق ودمتم بخير .
■ حاور ه : بشير حامد جحا