من نلوم ؟
لغتنا العربية تعرف الاقتصاد علي إنه توسط الانفاق بين البخل والتبذير، اما علماء الاقتصاد فقد عرفوه على اختصاصه بالإنتاج والاستهلاك وتوزيع الثروة «آدم سميث» وإن هدفه هو توفير الرفاهية عن طريق الثروة «الفريد مارشال» . والاقتصاد هو قمة السياسة كما قال أحد فلاسفته ، فمعظم الحروب التي شنت عبر التاريخ كانت أهدافها اقتصادية، وجل ما نراه اليوم من سياسات تتخذها الدول الكبري غاياتها الاقتصاد . في ليبيا العكس، يستغل الاقتصاد للوصول إلي أهداف سياسية ، الاستحواذ علي السلطة أو استمرارها ،فهذا الاقتصاد الريعي ، احادي الجانب لم يتغير منذ حفر اول بئر نفطي ، ولم تستثمر هذه الثروة التي وهبت لنا لرسم غد أفضل لنا ، او تأمين مستقبل لأولادنا والأجيال القادمة، ونحن نقف اليوم علي شفا كارثة اقتصادية سترجع بنا إلي ما كنا عليه قبل اكتشاف النفط، فقط انظروا حولكم، دينار اليوم يساوي سدس دينار الأمس، ولازال يتهاوى، وكل ما نستهلكه يأتي الينا من الخارج، لا مشاريع تنمية جدية ، لا خلق روافد اقتصادية أخري رغم توفرها، لا رؤية ولا إرادة، ويغمرني غضب ، مثلكم تماما، من كل هذا العبث الذي نراه كل يوم، عبث بلقمة عيشنا، عبث بمستقبل أولادنا وأحفادنا وهذه الأنانية المفرطة من قبل قلة لا يهمها شئ سوي مصالحها الشخصيةوضاع الوطن خلف حلم بحرية لم تتحقق.. فمن نلوم إذا ، هل نلوم السارق أم العساس، هل نلوم عبثهم أم صمتنا وانكسارنا . أختتم حديثي بمقولة لأحد أشهر فلاسفة الغرب، جوستاف لوبون «من يستطيع إيهام الجماهير يصبح سيدا» عليهم ، ومن يحاول إزالة الأوهام يصبح ضحية لهم ولك الله يا ليبيا .
■ فايز حليم