الرئيسية

باختصار

التبادل على السلطة ليس بالقوة

يبدو أننا أصبحنا أمام أزمات وليست أزمة واحدة تأتي متوالية بتخطيط وتنفيذ ممنهج .. ويروج لها بأنها من أجل البلاد والعباد .. حتى لا يكون للعابثين بقوت البلاد مجالاً .. أبداً والله ليس بهكذا تسير الأمور ولا تحل مشكلة ، بل تعزز الخلاف وتعمق الجروح وتزيد وتيرة الصعود إلى عدم التوافق على الحلول .. وقد وصلت إلى (العناد) (اتزيد .. انزيد) تطلع .. نطلع .. أما الحلول ومارأيناه وعشناه عبر سنوات من الاجتماعات واللقاءات والبيانات من أصحاب (الفرامل والزبونات) فلم تكن إلا بعد أن (يفض العرس) ثم يأتي المهنئون ويظهرون أمام الرأي العام والكاميرات .. نحن مع الوطن وليبيا وحدة واحدة . ولا نرضى بالتقسيم ولابد من الانتخابات .. وتنتهي الجولات بعد الموائد . والولائم .. والكل يذهب في حال سبيله . المسؤولون شبعت وملت الناس من تصرفاتهم وخطاباتهم ومؤتمراتهم والكل على وتيرة واحدة . كلام بلا معنى وأقوال بلا أفعال .. والواقع وما أصبح يعيشه الناس أزمات متتالية . لايمكن .. ضبابية هذه الصورة أن تكون هناك دولة وهؤلاء المتصارعون على المناصب والكراسي .. يتصدرون المشهد .. وليس لديهم إلا مصالحهم .. فما يحدث ليس من أجل البلد وليس من أجل المضي قدماً إلى إرساء قاعدة متينة لبلد مترامي الأطراف يتطلع أهله إلى البناء والإعمار والعيش بسلام .. لاأحد يريد الاستقرار ولا من يريد حكومة توافقية ولا تنتظم الأمور وتصبح دولة لها كيان وقوة جيش منظم بتراتبيات وشرطة قادرة على الأمن وحماية الحدود ومقاومة الجريمة والكل يعمل بما يمليه عليه ضميره وعهد أقسم عليه بصون البلاد والمحافظة على أمنها وترابها لا يهادن ولا يخون ولا يتخلى عن دينه ومبادئه من أجل البلاد والعباد ولكن .. أصبح الكرسي و المنصب والثروة .. وأنا فقط ولا يكون غيري .. وهذا حال اصبحنا نتجرعه كل يوم طريق مقفل .. النفط مهدد .. مصارف خاوية بلا سيولة ،،غلاء فاحش .. أزمة بنزينة أزمة كهرباء والمتردية والنطيحة متغولون في مصير الشعب وقوته اليومي . التبادل على السلطة بالتوافق وليس بالقوة واستعمال السلاح .. ومن يعرف قدر نفسه ويقف دونه فقد جابه العقل والصواب .. الكل تهمه مصلحة وراحة واستقرار هذه البلاد التي نحن شركاء فيها .. أعمل من خلاله الوظيفة والمهمة التي تكلف بها وحافظ عليها وأدها على أكمل وجه إذا كنت تحت هذه البلاد . ولا تنصب نفسك زعيماً أو ملكاً على الناس وأنت خالي الوفاض وغير قادر ولولا الاقدار التي أتت بك ماكنت تصل إلى ماوصلت إليه .. حتى تغولت فأثْرت وتنعمت وأصبحت تعيث فساداً لأنك نسيت نفسك فأنساك الله محاسن الأعمال . أنتبهوا أيها الغافلون ولا يغرنكم بالله الغرور تعالوا إلى كلمة سواء وأعملوا سوياً من أجل التوافق والإعمار والتقدم لهذا البلد .. الذي وهبه الله بخيرات وشعب قليل العدد .. كان متجانساً وعلى وفاق دائم .. أيقظتم له فتنة الجحود والكره في بعضه بعضا وتمسكتم بجلابيب أعداء الأمس الذين لايريدون لكم الخير . اجعلوا هذه البلاد عزيزة وأن جارت عليكم واكرموا أهلها وشعبها فالتاريخ لايرحم .

■ عبد الله خويلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى