مقالات

وقت إضافي

الكعكة الليبية ولعاب الغرباء

بالرغم من الظروف التي تعيشها بلادنا وبالرغم من كل مرارات المرحلة الراهنة وما تحمله من وجع وطني نتمنى أن لا يطول عمره .. بالرغم من كل هذا وذاك يظل الأمل بأن بلادنا التي حباها الله بالكثير من النعم والمكرمات قادرة على تجاوز المرحلة والعودة لاستكمال مسيرة البناء والتحول بمجتمعنا نحو الأفضل والانخراط مجددا في المنظومة الدولية بفاعلية . ويتضاعف حجم الأمل في غد أبهى وأجمل عندما نرى العقل الجمعي الليبي بات يدرك أبعاد ما حدث ويحدث ويعي جيدا ما الذي يمكن فعله كي نتجاوز هذه المرحلة لتصبح من دروس الماضي ونلتفت جميعا لصنع مستقبل ينسجم وموقع بلادنا وإمكاناتها ومطامح إنسانها الذي أثبت ومن خلال ما عاشه من أحداث وملمات بأنه لا يقل كفاءة عن غيره ولا تعوزه المقدرة على حل مشاكله وخلافاته بنفسه وإيجاد مخارج لكل ما وقعت فيه البلاد من مطبات ومختنقات عطلت مسيرته الحضارية . علينا أن نمنح الفرصة لعقولنا الفاعلة والمبدعة في كل المجالات ونعيد إليها الثقة بأنها وحدها القادرة على تخليص بلادنا من هذا الواقع المتردي ورسم مستقبل يليق بليبيا وبتاريخها النضالي المشرف بعيدا عن التدخلات الأجنبية ولعبة المصالح الدولية التي بات الليبي يعي خفاياها جيدا ويدرك بأن الأيادي الخارجية لا تمتد إلا لتأخذ . العقل الجمعي الليبي يرفض أن تكون بلادنا كعكة يلوثها لعاب الغرباء وأصحاب المطامع والأجندات التي لم تجلب لبلادنا غير الدمار والخراب، ويرفض أيضا أن تكون بلادنا مسرحا للعبث الدولي وصراع القوى المستغلة لظروف بلادنا، والتي استثمرت بخبث ومهارة خصوماتنا وخلافاتنا وانقساماتنا لصالحها بل وذهبت أبعد من ذلك باقتراحها للحلول الوهمية ورسمها لخرائط طريق با طريق غير طريق حرصها المبطن على الحفاظ على الوضع الحالي كما هو وبقاء بلادنا تحت وطأة التيه و التوجس وعدم الاستقرار في واقع وطني تسوده الفوضى وتغول الفساد وغياب المشاريع الوطنية والبرامج مع خفوت محزن للحس الوطني الذي بتنا نفتقده لدى كل من تسيس في بلادنا . العقل الجمعي الليبي يرفض أن تكون بلاده هدفا سها للمتربصن والعاملين على إطالة عمر هذا الواقع وبقاء البلاد رهينة لألاعيب السياسات الدولية المشبوهة تجاه بلادنا، علينا أن نستنفر كل الطاقات الوطنية الفاعلة ونمنح الفرصة للخبراء والعلماء والمفكريين والباحثين في مختلف فروع المعرفة كي يكون لهم صوت مسموع ورأي معمول به في رسم السياسات والبرامج لتغيير حال الوطن .. فالجامعات، والمراكز البحثية والمعرفية ،والمؤسسات العلمية ، والبحاثة في التكنولوجيا والعلوم المختلفة وكل من له علاقة بحال الوطن ويتأمل صادقا تحسينه .. الجميع مطالبون بأن يقوموا بواجباتهم تجاه وطن غال لا نريد أن يضيع في مهب السياسات الخارجية والتدخات الخبيثة الظاهرة والمستترة .

 

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى