لم تنجح مكيفات التبريد التي يزخر بها السوق الليبي من تبديد درجات الحرارة على المشهد السياسي الليبي التي ازدادت ارتفاعا مع ارتفاع حدة الصراع على رئاسة المصرف المركزي في طرابلس ب حكومة الوحدة نالوطنية ومجلس النواب ! ومن ليبيا يأتي الجديد.. فبعد أن كان المجلس يسعى وبكل قوة لإسقاط المحافظ الحالي الصديق الكبير انعكست الآية ، وأصبح) عمنا عقيلة( وأعضاء مجلسه من أشد المدافع عنه ، ولم يكتف بهذا بل نأصدر قرارا ألغى من خاله قرار المجلس لبتعي الخبير المصرفي محمد الشكري نكمحافظا )للبنك( ، وهو القرار الذي ظل حبيس أدراج المجلس ، فيما سارع المجلس الرئاسي الغائب الحاضر وعلى غير عادته بالدخول على خط الأزمة مصدر قرار الاطاحة بالكبير مشكا لجنة لاستام ، لللذهبت إلى المصرف وعادت خالية الوفاض ولم تنجح حتى بالعودة بخفي الكبير ، وعلى رأي المثل الليبي )زيد مية زيد دقيق ! ( ليؤكد بقراره أن الأمور في ليبيا تدار )بالبونتوات ( أما الحديث عن توافق وقرارات مدروسة أبعد ما تكون عن أولي الأمر ! القرارات الاخيرة الصادرة شرقا وغربا جسدت عمق الأزمة السياسية التي تعاني منها الباد ، والتي ما كنا سنصل إليها لو قرر المسيطرون على الساحة الاحتكام للمنطق والعقل والجلوس للحوار لحل جملة الخافات بينهم والتي ازدادت في الآونة لالأخيرة بشكل مبالغ فيه وأثرت على الأوضاع بصفة عامة وانعكست بالسلب على الحياة العامة للمواطن ، ولكن في ظل تمسك كل نطرف بمواقفه ازدادت الهوة وأصبحت تنذر بما لا يحمد عقباه ، وزاد الط بلة عودة نالحديث عن احتمال وقوع مواجهات مسلحة ب الاطراف الفاعلة على الأرض ، خاصة نبعد التحركات العسكرية الأخيرة في عدد من المدن الليبية ! مخطئ من يظن أن الخافات المسيطرة لعلى المشهد في ليبيا جوهرها من يسيطر على المصرف المركزي ، فالأمر اكبر وأبعد من ذلك ، وإن كان المركزي يطفو على قمته ، فهناك ملفات وصراعات متداخلة محليا وإقليميا ودوليا ، تدور حول من سيحكم ليبيا في المستقبل ؟ وماهي طبيعة السلطة القادمة ؟ وكيف ستحكم ؟ وماهو توجهها ؟ وماذا ستقدم إقليميا ودوليا حتي يطوى ملف الأزمة ؟ عندما تتبلور إجابات هذه الأسئلة ويحصل التوافق حولها ، تصبح الإجابة عمن هو المحافظ القادم لمصرف ليبيا بسيطة وسهلة جدا .
■ عصام فطيس