الرئيسية

باختصار

إلى متى ينعدم الاستقرار !

الحقبات الاستعمارية التى أتت إلى ليبيا وعاش الليبيون تغولها على مضض واحده بعد الأخرى من الأتراك إلى الأمريكان إلى الإنجليز إلى الطليان .. لم يكن في ليبيا بترول ولا ثراوت ولا إعمار يجعل من تلك الدول الاستعمارية أن تعيش في هذه البلاد الفساد وتنكل بشعبها .. رغم الفقر والأمراض وقلة الحاجة .. ورغم ذلك خاض الشعب الأعزل معارك شرف فى كل ربوع البلاد ليعيش بأمن وسلام وكابد مرارة الأيام وضيق الحال وقلة المال والغذاء والدواء وانعدام الماء وصعوبة الحياة .. سنوات من الفقر والمعاناة .. اليوم وبعد تغير الزمان والمكان والمفاهيم وأنعم الله عليه باالاستقرار وبثروات طائلة وهبها الله لهذا البلد والشعب أصبح من حقه أن ينعم بخيراته وأن يعيش بأمن وسلام لأنه دفع من أجل ذلك الدم الغالي والنفيس ليعيشوا أحراراً لا أن يبقوا تحت رحمة واستجداء من تزعموا المشهد وأتت بهم الأقدار أو أتوا بأنفسهم دون أن تكون لهم رغبة من أحد ولاحظوة وأصبحوا متحكمين في قوته وشرابه وأمنه واستقراره وأمواله التي أصبحت مبعثرة ومنهوبة ومهربة وما بقي منها تحت سيطرة المركزى الذي لا تعرفه مع الشعب ولا ضده .. حتى أصبح لايحرك ساكنا في تدني مستوى الدينار الليبي ولم يعد يقارن أمام ارتفاع الدولار والعملات المحلية الأخرى للدول المجاورة .. التي لا تملك نفطا ولا احتياطا ماليا ومكبلة بالديون .. والمواطن الليبي لايزال يستجدى مرتبه أمام المصارف التي أصبحت خالية من السيولة وأمام خزائن الصرافة .. ويعلم الله بالحال والأحوال .. فيا مصرف ليبيا المركزي ويا وزارة المالية ووزارة الاقتصاد ويا وزارة التخطيط ويا كل الخبراء والمسؤولين .. لماذا حالنا عكس الدول المجاورة رغم الظروف التي تعيشها وسعر العملة لديها دائماً في تدن .. وماهي الأسباب التي جعلت الدينار الليبي بهذا المستوى والمواطن الليبي يعانى هبوط الدينار وارتفاع الأسعار فقد طفح الكيل ، والحياة ومافيها من منغصات أصبحت لاتطاق .. تدنٍ في كل شيء لا تقدم ولا تميز إلا بالرصاص وقفل الطرقات والتغول على بعضنا بعضا وإلى متى هذا الحال وإلى متى ينعدم الاستقرار وتمضي البلاد إلى جادة الصواب ويتولى العقل المتزن المشهد ونمضى جميعاً إلى بناء بلادنا بما يجب أن يكون قوة واحدة وجيش واحد لاشرق ولا غرب ولا جنوب كلنا على قلب واحد؟! ونقف جميعاً إخوة متحابين نختار من يكون أهلاً وصالحاً ومتفهماً لقيادة سدة الحكم بالرأي السديد فما مضى من التعنت والفوضى والتغول والتفرق كافٍ وبزيادة ، فمن استفاد وكسب وأثرى وتنعم عليه أن يجنح للسلم ويأتي إلى كلمة سواء وهذه البلاد لا تحتمل أكثر مما تعانيه وماتشهده ؛ اتركوا كل الناس تعيش بسلام لأن الكل يعنيهم هذا الوطن فلا تزيدوه على ماهو فيه .

■ عبد الله خويلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى