متابعات

فيضانات الكفرة وغات وعلاقتها بتغير المناخ

تتكرر اليوم أمامنا مشاهد ما حصل في مدينة درنة؛ فقد شهدت مدينة الكفرة في جنوب شرق ليبيا هطول أمطار غزيرة وحسب الإرصاد الجوية بأنه تم تسجيل 46 ملم خلال ساعة فقط عشية يوم الأحد قبل الماضي على مدينة الكفرة بشكل غير مسبوق؛ ما أدى إلى حدوث سيول جارفة أغرقت أجزاء واسعة من المدينة متسببة في خسائر مادية هائلة في ممتلكات المواطنين .. والجذير بالذكر أن هذه المناطق كانت تتميز بالمناخ شبه الجاف . فما سبب تعرض الكفرة للفيضانات وما نتائجها أسباب فيضانات الكفرة تغيرات المناخ : يتسبب احترار الغاف الجوي لأرض بارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى جفاف التربة واحترار المحيطات والبحار كالبحر الأبيض المتوسط زيادة كمية التبخر مما يسبب شدة هطول الأمطار، لكن هطول الأمطار في هذه الحالة يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، والتي من الممكن أن تظهر بصورة جلية على شكل فيضانات بسبب شدة الهطول
وقلة امتصاص التربة لمياه الأمطار، ومن ثم انتشار المياه إلى مناطق أبعد من المعتاد عاما بعد عام تزداد طاقة العواصف الساحلية والأعاصير، ويعود السبب إلى ارتفاع درجة حرارة الغاف الجوي والمسطحات المائية، فتهب بدرجات أقوى وبالتالي تزيد سرعة وشدة وتيرة حدوث الفيضانات .. بالإضافة إلى أن ارتفاع مستويات سطح البحر الناتج عن ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية له دور في تصاعد نسبة حدوث الفيضانات الساحلية التي شهدتها السواحل القاحلة في شمالي إفريقيا التي تمتد لمسافة تزيد عن 4633 كيلومتر من خليج تونس إلى دلتا النيل بحسب دراسة نشرت عام 2021 .. تعتبر دول شمال أفريقيا، ومن ضمنها ليبيا الأكثر عرضة لمشكلات تغير المناخ في القارة الأفريقية، ويضيف تقرير بحثي صادر عن المفوضية الأوروبية، أن
أضرار الفيضانات الساحلية السنوية بشكل عام قد تزيد بمقدار 20 إلى 50 ضعفًا . تعد ليبيا من إحدى أكثر دول العالم تضررا من التغير المناخي . فإزالة الغابات ونقص الغطاء النباتي، والزحف العمراني غير المنظم، وحفر الآبار واستخدام المياه الجوفية بطريقة عشوائية وتلوث البحار، أسهم في زيادة خطورة التغيرِ المناخي . ضعف البنية التحتية : ساهم ضعف البنية التحتية وتهالك منظومة الصرف الصحي وعدم الاهتمام بصيانتها في تفاقم مشكلة الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات ونتج عن دلك تضرر العديد من المنازل والسيارات بما في ذلك المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بسبب دخول المياه إليها . ولمواجهة هذه الفيضانات يمكن اتخاذ عدة إجراءات فعالة للتقليل من الأضرار وحماية السكان والبنية التحتية. بخطوات بعيدة المدى :
1 – تحسن منظومة الصرف الصحي لظمان تصريف المياه وتقليل خطر الفيضانات .
2 – التخطيط العمراني : تنظيم التوسع العمراني وتجنب البناء في المناطق المنخفضة المعرضة لخطر الفيضان .
3 – أنظمة الإندار المبكر : تركيب منظومة إنذار لتحذر السكان بحدوث فيضانات قريبا لإخاء المناطق المهددة .
4 – التوعية والتدريب : استخدام النشرات الإعلامية وشبكات التواصل في نشر الوعي بين السكان في كيفية التصرف في حالة حدوث فيضان .
5 – التعاون بن المؤسسات الحكومية والمحلية في مواجهة هذه الفيضانات ،يمثل تحدياً كبيراً يتطلب اتخاذ تدابير للتكيف مع هذه التغيرات وتقليل تأثيراتها السلبية على المجتمع والبيئة .
6 – بناء السدود علي الاودية المحيطة بالكفرة لتقليل خطر الفيضانات .

* هنية احمد عبدالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى