مقالات

أصداء

مناطق مهمشة !

فضلت هذا الاسبوع الابتعاد عن حالة الفوضى التي طغت على المشهد السياسي الليبي لعل أبرزها ما جرى في انتخابات المجلس الأعلى للدولة ما بن محمد تكالة الرئيس السابق للمجلس وخالد المشري الرئيس الحالي الذي عاد لسدة الكرسي بعد انتخابات شابها لغط ، وكأني به لم يكن هذا الحدث كافيا ليدخلنا في حالة من الترقب والتخوف مما ستؤول إليه الأوضاع في بلادنا ، بل تبعها سلسلة من القرارات والقرارات المضادة من رئيس مجلس النواب والمجلس الرئاسي لتزيد الطن بلة؛ لتؤكد أن المسيطرين على المشهد السياسي قرروا المضي قدما في التصعيد ! لنبتعد عن مناكفات من يسمون أنفسهم بالنخبة السياسية ولنتناول الموضوع الأهم ليبيا وهو الفيضانات التي اجتاحت غات بعد فيضان عدد من الأودية نتيجة لتهاطل الأمطار بشكل غير مسبوق ، وأدت لخسائر مادية كبيرة أصابت بيوت وممتلكات المواطنن ، وبفضل الله سبحانه وتعالى لم تقع خسائر بشرية ، وإلا لكانت الفاتورة كبيرة . هذه الفيضانات سلطت الضوء على التهميش الكبير الذي تعاني منه معظم المناطق الليبية وانعدام البنية التحتية فيها على الرغم من الميزانيات الهائلة التي صرفت وتصرف ويلتهمها لوبي الفساد ، فهل يعقل عدم الاعتناء بهذه المناطق وتركها في مهب الكوارث الطبيعية ، ف سدود لاحتجاز المياه ولا ا قنوات لتصريف المياه ولا كهرباء (نعود للقصة الطريفة التي سمعنا بها في انتخاب رئاسة مجلس الدولة والمحول إياه!) ولا طرق تتوفر فيها أبسط المواصفات ، وكأن سكان هذه المناطق ليسوا بليبين او محسوبن من ضمن ي تعداد سكان ليبيا ! أين ممثلي غات في مجلس النواب والمجلس الأعلى أم أنهم نسوا منطقتهم بعد أن ذاقوا ترف العيش والبحبحوحة والسفريات والمهام والعمت الصعبة ؟ ا ألم يكن من الأجدى أن يحملوا هموم ومشاكل من انتخبوهم وأوصلوهم للمجلسن ومحاولة معالجتها أم أن امرهم لا يهمهم ؟ قدر الله لطف هذه المرة ولكن هل سنظل ننتظر وقوع الكوارث لنبحث بعدها عن شماعات لمحاسبة المقصرين كما حدث في كارثة سد درنة ! هي دعوة أخرى للالتفات للمناطق المهمشة قبل أن تقع كوارث أخرى ، ليبيا ليست مدينتن أو ثث ، وتوفير الخدمات ا والبنى التحتية لمختلف مناطقها حق من أبسط حقوق المواطنة .

■ عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى