الدكتور سيف النصر بالحسن مدير مركز المناهج التعليمية .. للوقت
الكتب المدرسية هذا العام وصلت لكل مراقبات التعليم بالمدن الليبية بوقت كاف
في بداية كل عام دراسي يكون الحديث من الاسر الليبية عن التعليم والاستعدادات من حيث توفير الكتاب المدرسي وتوفر الكراسات والغلاء في اسعار القرطاسية ومتطلبات المعلمين والمعلمات والاشتراطات في تحديد ألوان الكراسات والزي المدرسي .. وهي قد تكون مطالب ضرورية، ولكن في ارتفاع الاسعار وشح السيولة يظل ولي الأمر حائرا بين تلبية مطالب أبنائه ومطالب المعلمين ، وهي ضروريات ومطالب تتكرر كل عام ما إن تنتهي حتي تبدأ من جديد . وفي كل عام يتطلع الليبيون إلى عام أفضل ليعبر الكل من خلال التعليم الراقي المتقدم والمتطور .الي أفضل من العام الذي قبله ومن هذا الجانب رأينا أن نتابع المسؤولين في وزارة التعليم علي توفير الكتاب المدرسي هذا العام وما هي الإجراءات التي تمت والاستعدادات التي أجريت وهل الكتاب المدرس متوفر لكل المدارس في المدن الليبية أم أن هناك ظروفا حالت دون توفره .. صحيفة الوقت وانطلاقا من دورها واهتمامها التقت بالدكتور سيف النصر بالحسن مدير مركز المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم لمعرفة الاستعدادات التي تمت بشان توفير الكتاب المدرسي هذا العام وماهي الخطوات التي تمت بشأن توزيعه علي كل المدن الليبية .. الدكتور سيف النصر رحب بنا في مكتبه . فله كل التقدير والاحترام على استقباله ورحابة صدره وتعاونه .. و كان حوارنا معه بالسؤال التالي :
■ بداية نرحب بك ونشكرك على إتاحة الفرصة للحوار معكم حول الإعداد والاستعداد للعام الدراسي القادم . ونود من حضرتكم إعطاءنا نبذة عن المركز ودوره واختصاصاته ونشاطاته ؟
أشكر صحيفة الوقت علي المتابعة والاهتمام وعلى اتاحتها لنا هذا اللقاء وأتمنى لكم التوفيق .. وعن هذا السؤال الجيد بشان المركز والاستعدادات للعام الدراسي الجديد .. أقول مركز المناهج يعمل على شقين, المناهج التعليمية والبحوث التربوية . الشق الأول ما يختص بالمناهج التعليمية من إعداد وتأليف المناهج وطباعة الكتاب المدرسي وتوزيعه وهذه هي المهمة الأساسية ، وأيضا العمل على البحوث التربوية ؛ فلدينا إدارة البحوث تعمل على الاستبيانات الألكترونية فيما يخص الامتحانات أو ما يفيد بالتغذية العكسية على هذه المناهج .. ونعمل مع التفتيش التربوي حيث تصلنا ملاحظات من خلال المعلمين على المناهج سنويا ، ومن هذه الملاحظات يتم التعديل والطباعة .
■ ماهي الاستعدادات للعام الدراسي القادم من حيث توفير الكتب .. وهل كل عناوين الكتب جاهزة ومتوفرة أم سيكون هناك نقص في بعضها ؟
في الحقيقة توريد الكتاب المدرسي بدأ منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بكميات كبيرة وبعض الشركات الموردة بلغت نسبة توريدها % 100 من الكتاب المدرسي، وأغلب النسخ وصلت للمخازن ونحن بدأنا في استقبالها وتوزيعها ووصل التوزيع إلى أقصى مدن وقرى الجنوب وأقصى مدن وقرى الشرق وأقصى المدن الغربية وقراها حيث يتم توزيعها من خلال المخزن الرئيسي في تاجوراء ل 56 مخزنا فرعيا في البلاد ، ومن ثم توزع المخازن الكتب على حوالي 6000 مدرسة خاصة وعامة في ليبيا .. وباقي العناوين الناقصة بدأت تُورَد وستكون متوفرة قبل بداية العام الدراسي . و قبل قدومكم لإجراء هذا اللقاء وردنا بأنه وصلت للمخزن الرئيسي 63 حاوية محملة بالكتب ويتم تفريغها في المخزن ومن خلال منبركم هذا أحب أن أشكر كل العاملين معنا في المركز وفي المخازن الذين يعملون ليلا ونهارا وحتى في العطلات الأسبوعية (الجمعة والسبت) ودون مقابل حيث لم تصلنا الميزانية وكل الشركات والعاملين لم يتحصلوا على مقابل حتى الآن ويعملون بالآجل .
■ علمنا فيما سبق بأنه كانت هناك مشاكل في طباعة الكتب في بعض الدول التي تم التعاقد معها في الطباعة .. حدثنا عن
هذا الموضوع ؟ هذا العام لم تصلني أية معلومة بأن هناك مشاكل والأمور تسير على ما يرام .
■ أين تتم طباعة الكتاب المدرسي ؟
نحن نتعاقد مع شركات محلية وطنية ؛ ولكن أغلب هذه الشركات تتعاقد مع شركات أجنبية ، عربية وغيرعربية بالباطن ، مثلا مع مصر وتونس وتركيا لأنه ليس لديهم القدرة والإمكانيات لطباعة كامل الكميات في الداخل ونحن نحدد المدة لتسليم ما تم طباعته من كتب وهذا ما يهمنا ، ولا علاقة لنا بهم ولا بآلية عملهم . وقد تم تجربة طباعة الكتب خارج البلاد مع شركات أجنبية ولم تنجح لأن هذه الشركات تطلب فتح اعتماد مستندي وتودع المبالغ المطلوبة في حساباتهم قبل أن يبدأوا في طباعة أي حرف ، وشركاتنا الوطنية تطبع الكتب وتوردها دون مقابل وبالآجل إلى أن نتحصل على السيولة، ومن ثم تأخذ مستحقاتها، وهذه هي ميزة التعامل مع الشركات الوطنية والمحلية حيث تُغنينا عن التعقيدات المالية والإدارية . قبل أن ألتقيكم بقليل دخلت على الانترنيت وعملت جدوى اقتصادية بسيطة للمقارنة بين السنوات الماضية وهذه السنة ففي سنة 2002 تم طباعة الكتاب المدرسي في دولة السعودية كلفت 460.000000 أربعمائة وستين مليون ريال سعودي ما يعادل 122.528.820 مليون دولار وكان ذلك العام عدد الطلبة 3.128.119 ثلاثة مليون ومائة وثمان وعشرون ألفا ومائة وتسعة عشر طالبا .. وعند تقسيمنا المبلغ على عدد الطلبة تصبح النتيجة ما يعادل 39.167 دولارا لكل طالب .. هذا كان سنة 2002 والآن مع الحروب زادت الأسعار .. إذن بهذه المعادلة نجد أن الطباعة بالتعاقد مع الشركات الوطنية أقل سعرا بكثير .
■ علمنا أنه ومنذ أيام وصلت كتب جميع المراحل الدراسية إلى مخازن الوزارة .. فهل تم توزيعها على كل المدن الليبية في الشرقوالغرب والجنوب ؟
ما وصل للمخازن ليست الكميات بالكامل ولكنها كميات مرضية لكل المدن الليبية ففي مدينة تازربو مثلا وصلت كميات الكتب الأسبوع الماضي لأكثر من 70 % وكذلك في القطرون أقصى الجنوب وصلت كميات لا بأس بها وفي بنغازي الشحنات تتوالى وكذلك إجدابيا وطبرق والتوزيع بالتساوي لكل المدن الليبية .
■ هل هناك صعوبات واجهتكم خلال طباعتكم للكتاب المدرسي ؟
العوائق البيروقراطية إن صح التعبير والصعوبات موجودة وفي الحقيقة أخذت منا زمنا طويلا؛ كان من المفروض أن يتم توريد الكتاب المدرسي من شهر يونيو الماضي ؛ حتي يكون التوزيع بأريحية أكبر .. من هذه الصعوبات على سبيل المثال عدم توفر وقود الديزل (النافطة) لللشاحنات حيث يعاني السائقون هذه المشكلة ويقفون في طوابير محطات الوقود لأكثر من 3 أيام
وهم ينتظرون دورهم .. وغيرها من الصعوبات والعوائق الكثيرة حدث ولا حرج .. وهذا طبيعة كل عمل بالتأكيد .. وأغلب العوائق مازالت قائمة ولكن نحن نكافح لتذليل كل الصعوبات وحتى الميزانية في الباب الثالث وهو ما يخص الكتاب لم يرصد لها درهم واحد حتى الآن وهذه من العوائق؛ لأننا لم نستطع دفع حقوق الشركات وحقوق العمال ولا حتى إعاشتهم أثناء العمل.
■ إلى أي مدى تصل نشاطات المركز ومهامه وخدماته ؟
المركز يعتبر هو المركز الوحيد في ليبيا ولم يتعرض للانقسام إلى حد الآن مثل بعض المؤسسات الأخرى ، وهذه تعتبر ميزة .. ولهذا المركز يخدم في مناطق ليبيا والمنهج ليبي ويُوزع على كامل التراب الليبي وحتى عندما شكلنا لجانا للتصحيح المراجعة من الخبراء ومن التفتيش التربوي عبر غرف (الواتس أب) تم اختيارهم من كل مناطق ومدن ليبيا .. والنشاطات كذلك في كل أنحاء البلاد ، المدة الماضية أقمنا مؤتمرا علميا حول المناهج وكان في مدينة بنغازي والمؤتمر القادم سيكون في مدينة الزاوية والذي يليه سيكون في مدينة سبها .
■ بعض الكتب في مرحلة التعليم الأساسي (بشقيه) مثل كتاب التاريخ والتربية القومية والقراءة والتربية الإسلامية وردت فيها مغالطات وتواريخ غير حقيقية ومنها ما يمس العقيدة والدين .. كيف تم ذلك ؟ وهل تخضع الكتب والمناهج التي تدرس للرقابة؟
جميع الملاحظات يتم تصحيحها ومراجعتها قبل الطباعة وحتى بعد الطباعة المبدئية تمر على الخبراء وتخضع للرقابة والتصحيح من جديد ؛ ثم يتم إعطاء الأمر بالطباعة .. وبعد ما يتم توريدها تؤخذ نسخة من كل عنوان ويصادق عليها بعد مراجعتها .. هناك من يضع الأخطاء على هواه في(السوشيال ميديا وصفحات الفيس) نحن نعلم منذ القدم بأن ألوان الطيف خمسة معروفة لدينا وهناك خمسة ألوان في إحدى صفحات الكتاب المدرسي لا أتذكر عنوانه تم تفسيرها بأنه (علم المثليين) وهذا غلط ، ف (علم المثليين) ظهر أخيرا في الثمانينيات وألوان الطيف منذ أن خلقنا نعرفها وهي دليل على سقوط الأمطار ونحن كنا ننتظر الرعد والبرق والمطر عند ظهورها وكان من المفروض أن يكون هناك في أحد الدروس درسا يسمى (ألوان الطيف) حتى يعرف التلاميذ ما هي وأنها سابق لأي شيء آخر ومن تبنى هذه الألوان ووضع لها علما لا يعني أننا نلغي ألوان الطيف التي كانت منذ بدء الخليقة للأسف لأجله .
■ مع نهاية كل عام يشترط على الطالب أن يسلم الكتب التي أخذها إلى إدارة المدرسة حتى تعطى له النتيجة.. فأين تذهب هذه الكتب هل يتم الاستفادة منها أم تذهب إلى الكبس والفرم ؟
بواقي الكتب الموجودة في المخازن كثيرة وسببت لنا إرباكا ولهذا نحن سنفرز الملغي وغيره عن طريق تشكيل لجنة للاستفادة منها ببيعها للمكابس بمصانع الورق والكرتون وإعادة التصنيع والاستفادة من ثمنها وقيمتها لخزينة المجتمع وهذا الأمر نحن في دراسته وذلك بعمل مزاد لمن يرغب في شرائها .
■ من هم الذين يضعون المناهج المقررة لمراحل التعليم الأساسي والثانوي وكيف يتم اختيارهم؟
أنا باعتباري كلفت بهذا المنصب منذ خمسة أشهر تقريبا حيث كنت أعمل في مركز البحوث العلمية سابقا ولم أحضر اللجان التي تضع المناهج الجديدة وكيف يتم الاختيار ، ولكنني سألت فقيل لي بأنه إذا تم تغيير المناهج بمناهج جديدة يكون الاختيار عن طريق إقامة مسابقة يشترك فيه الخبراء والأساتذة والأكاديميون ويتم اختيار الأفضل في المناهج ..هذه هي الآلية التي كانت سائدة على ما أعتقد .
■ المدارس الخاصة كيف تتحصل على الكتاب المدرسي .. ومن يتابع هذه المدارس ؟
المدارس الخاصة والعامة سواسية يأخذون مناهجهم والكتب الدراسية من المركز وهذا بقرار من معالي السيد الوزير ..الكتب مجانية حتى للمدارس الخاصة وذلك بالنظر لأن المدارس الخاصة طبقا لمنظمة اليونسكو أنها تمثل 30 % من التعليم في ليبيا وأخذت عبئا عن التعليم العام لذلك يجب تسهيل كل ما يحتاجون إليه .. وتوفر لهم الكتب المدرسية بالمجان أسوة بالمدارس العامة، وهذا هو ما نحن عليه حتى في المدارس الليبية التابعات للدولة في الخارج وكل التلاميذ والطلاب في المدارس الخاصة أو العامة أو خارج الدولة هم أبناؤنا ولا فرق لدينا فيما بينهم .
■ في الختام .. هل لديك أية إضافات أخرى ؟
ليس لدي أية إضافات ولكنني أتمنى .. أتمنى .. أتمنى، أن تدعم الدولة التعليم ؛ ففي كل دول العالم ينفق على التعليم أكثر من % 5 من الدخل القومي للدولة.. ولكن نحن في بلادنا جل الإنفاق على المرتبات ولدينا ما يزيد عن 700.000 معلم وموظف في التعليم وهذا تكدس. وأتمنى أن يكون الإنفاق لتطوير التعليم وأشكر صحيفة الوقت وأشكر رئيس تحريرها السيد/ عبد الله خويلد وأشكرك أخي بشير منسق تحرير الصحيفة على ذه المساحة من وقتكم في الوقت مع تمنياتي لكل كادرها بالتوفيق والنجاح ..
■ اجرى الحوار : بشير حامد جحا