العالم من حولنا يتهيأ ويتأهب لدخول منعطف جديد يحمل الكثير من المتغيرات الدولية على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، وسوف نرى بعد سنوات قليلة خارطة جديدة للعالم تبرز فيها قوى جديدة وتختفي قوى؛ تتدهور فيها اقتصاديات وتنهض أخرى؛ تصعد فيها مجتمعات ومجتمعات تتخلف .. هذا ما توحي به المعطيات و الأحداث الدولية ويدل عليه هذا الحراك العالمي الذي تشهده المعمورة في اتجاه التشكل من جديد وإعادة ترتيب مواقع الدول وصياغة واقع دولي مختلف عما عهده إنسان هذا العصر، فأصبحت الكثير من الدول والمجتمعات الحية تستنفر طاقاتها ومواردها البشرية وترسم الخطط والمخططات وتستحدث البرامج والمشاريع الوطنية التي تكفل لها مكانا ومكانة في المنظومة الدولية الجديدة، وعيا منها بخطورة وأهمية المرحلة العالمية الراهنة وما تحمله من متغيرات ،بعضها مفاجئ ومباغت ،وبعضها نعيش إرهاصاته منذ سنوات عبر الحروب الدولية المشتعلة هنا وهناك وعبر المتغيرات الاقتصادية وما يحمله الاقتصاد الجديد من مفاهيم ومضامن مختلفة؛ منها البدء في الاستغناء عن الثروات والموارد الطبيعية من نفط وغاز وغيرها واستبدالها بثروات بديلة ك (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه وطاقة المد والجزر وطاقة الحرارة الأرضية) . والسؤال الذي يحرج بلادنا في هذا الوقت وفي هذه المرحلة الوطنية الحساسة .. أين نحن من كل ما يحدث ،وأين سيكون موقع ليبيا الوطن في عالم لا مكان فيه للضعفاء والمفلسن علميا وتقنيا وللمتخلفن عن ركب العصر ؟!
■ الفيتوري الصادق