مقالات

كلام على كلام

الشرعية الدولية وشرعية الشعب

لا اعتقد ان شخصا به ذرة من العقل أو الذكاء في هذا الوطن المنكوب لذيه قناعة بأن كل من نراهم اليوم يتناحرون على الحكم والسلطة يتحلون ولو بقدر بسيط من الوطنية إلى الحد الذي يجعلهم يؤيدون إجراء انتخابات حرة ونزيهة بل أن هذا المصطلح وغيره من المصطلحات الأخرى (كالسيادة وإردة الشعب ومصلحة الوطن) هي بالنسبة لهم مجرد شعارات جوفاء سرعان ما ترمى كما ترمى مناديل الورق في أكياس القمامة بمجرد تعارضها مع مصالحهم الذاتية ؛ فا أحد من هذه الأطراف يرغب في التخلي عن السلطة فهي بالنسبة لهم (جاه ومال وسلطان) أما من جانب المجتمع الدولي فهو بدوره قادر على المضي بنا نحو انتخابات حرة ونزيهة بصرف النظر عن موقف الأطراف المحلية المتصارعة .. لكن الخشية من أن تأتي الانتخابات بأطراف وقوة سياسية يصعب التعامل معها هو ما جعل المجتمع الدولي يماطل ويراوغ في الوصول بنا إلى الانتخابات .. فهذا الوضع الحالي بالنسبة لأمريكا والغرب هو وضع مثالي يمكن من خلاله تمرير أجندتها في المنطقة بكاملها والسيطرة على مقدراتها ، فاستقرار ليبيا يعني بالنسبة لهم خطر يهدد مخططاتهم خاصة وأن كل الأطراف الموجودة في السلطة اليوم داخل ليبيا تستند في وجودها إلى شرعية دولية وهي أضعف من الشرعية المحلية إلى حد كبير وإذا ما أجريت انتخابات ستظهر قوة سياسية تستند في وجودها إلى شرعية قوية لا يمكن معها التعامل مع افرازاتها والسيطرة عليها وعلى الرغم من أن الشارع الليبي رافضا للواقع الحالي لكنه مثقل بالهموم والمشاكل اليومية المصطنعة والتي عملت قوة خارجية بالتعاون مع من هم في سدة الحكم في الباد على تعميقها وجعلها جزءا من حياته اليومية فهو غير مستعد في المجمل لتكرار تجربة 2011 لأنها بالوبال على الوطن والمواطن و هذا لن يستمر طويا وهنا هو مكمن الداء ومربط الفرس .

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى