للكتابة حكايات كثيرة عبر التاريخ بدءا من النقوش المسمارية التي حفظت تاريخ وثقافات وقيم الشعوب للأجيال المتلاحقة و للأمم الأخرى وهكذا .. عندما بدأت برسم الأشياء التي تحيط بحياة الإنسان على الألواح الطينية والحجرية، مرورا بالكتابة المسمارية و التصويرية إلى عهد الكتابة الهيروغليفية وصولا إلى الكتابة التي صارت معروفة لدى جميع الحضارات مع اختراع الورق وبقية تقنيات عصرنا الراهن، ولازالت الكتابة تلعب دورها الحيوي لذلك نتساءل لماذا نكتب؟الأسباب عديدة وموغلة في القدم، لا يمكن حصرها في مقال يوفي هذا المقام حقه، فالكتابة لعبت ولازالت صاحبة أهم دور في تنمية العقول وتحسين عمليات التفكير وتنظيم الأفكار بشكل منطقي وتعزيز القدرة على التفكير بشكل منظم . الكتابة تساعدنا على استكشاف أفكار جديدة و التعبير عنها بطرق مبتكرة ومختلفة، سُن الذاكرة تو القدرة على استرجاع المعلومات بشكل فعال و سُن تمهارات التحليل والتفكير النقدي، فمن خلال كتابة مقالات رأي وأخرى تحليلية على سبيل المثال نكتسب قدرات على تقييم المعلومات و تحليلها بشكل نقدي وتحفيز العمليات العقلية العليا، ربما نكتب للتعبير عن الأفكار و المشاعر، وربما لنقل المعرفة و المعلومات أو ربما لتوثيق الأحداث و التجارب الخاصة و للتواصل مع الآخرين . الكتابة تساعدنا في التفكير و التنظيم و تمكننا من التأمل والتعبير الذاتي والحفاظ على التراث الثقافي والأدبي ونقل وحفظ جميع أنواع المعارف، نحن نكتب لأسباب عديدة ومتنوعة أحيانا للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي لا يستطيع الشخص البوح بها والتحدث عنها شفهيًا وتمنحنا مساحة من الاتزان الحديث مع الذات لاستكشاف أفكارنا بشكل أعمق وتوثيق الذكريات و التجارب الشخصية و مشاركتها مع الآخرين لتصبح ضمن منظومة الإرث الإنساني . الكتابة لها تأثير إيجابي على العقل ويمكن لها أن تحسن الذاكرة وتعدل المزاج وتعزز القدرات العقلية للشخص لذلك نحن نكتب. الكتابة وسيلة فعالة للتعبير عن أفكارنا و مشاعرنا وهي من أقدم وسائل التواصل و التوثيق على مر التاريخ . و لتكون كتاباتنا فعالة علينا الاهتمام بتحديد الهدف والغرض من النص عبر التخطيط و التنظيم، و استخدام لغة بسيطة وواضحة.لذلك علينا بالقراءة الواسعة والمتنوعة فالتمرين الدائم والكتابة بانتظام، سواء كانت مقالات، يوميات، خواطر، أو أي نوع آخر من الكتابة، سيساعد على تحسين استخدام المصطلحات الصحيحة و الملائمة للسياق الذي نكتب فيه بشكل منطقي ومتسلسل، و استخدم التنسيق المناسب و العلامات الترقيمية لتجعل النص سهل القراءة.باختصار، الكتابة الجيدة تتطلب التمرس، الاستمرارية، والملاحظة و الاهتمام بالتفاصيل، مع الاستفادة من ملاحظات الآخرين، الكتابة تمثل تمرينًا فعّاً للعقل وتنمية القدرات العقلية و تحفزها.للذلك لا تستهينوا بالكتابة و لا تغفلوا أهمية القراءة ، فلولا كتابات الذين كانوا قلبنا لما وصلت إلينا أثارهم .
■ الدكتور : عابدين الشريف