الكلمة المكتوبة : رسم ، وصوت ، وإشارة ، ومعنى ، وموسيقى .. فهي رسم ، لأن من عدسات العن تستشف المعاني التي تفيض بها جملة الانزياحات وحزمة الدلالات حيث تتجلى الصورة في أسمى معانيها … وهي صوت يخرج من الفؤاد وتتردد أصداءه عبر الأثير في موجات ، حيث تلتقطه الأذن التي تحيله إلى العقل ، فيترجمه إلى صور من المعاني تتناهى أبعادها بن القرب والبعد ، وبين الوضوح والغموض ، وهكذا فالكلمة تحمل في عمقها الصوت والصورة معا … وهي تحمل تناغم موسيقي بن الحركة والسكون ، فالموسيقى قلب الكلمة النابض بالحركة والحياة ، فالإيقاع بنية نظمية محكمة أساسه الجملة الواحدة ، من خلال ذبذبات مهموسة ترتكز على التجانس بين الحروف والكلمات .. كل كلمة طيبة تنطق بها، تكون في ميزان حسناتك، وسبباً في إسعاد قلبك وقلوب الآخرين، ودخولك جنات النعيم ، فاحرص على اختيار الكلمات الرقيقة، والعبارات والجُمل اللطيفة. إنَّ خيرَ الكامِ كامُ الله وخيرَ الهَدْيِ للهديُ محمدٍ (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) قال تعالى : “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” وقال صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”. الكلمة الطيِّبة تجعل العدو صديقاً، وتطفئ نار الغضب ، قال -تعالى : وَ تَسْتَوِي اسََْنَةُ وَ لللالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ، فصلت 34 -.الكلمة الطيبة رزق ، تجبر قلب وتبني حياة ، ما أروعك يا نقي القلب والروح ، استلطفوا بعضكم وأنتم أحياء فإن الشوق بعد الممات لايطاق .. امسح الخطأ لتستمر الأخوة .. ولا تمسح الأخوة من أجل الخطأ ..
■ الدكتور : خليفة العتيري
