المسلمون منقسمون ومتشرذمون منذ لقاء سقيفة بني ساعدة وإلى اليوم وربما غداً أيضاً، قبل أميركا وقبل إسرائيل بمئات السنن، وقبل ي كل ما يشعرون به الآن من تآمر دولي عليهم، فقد تقاتلوا وتناحروا طوال القرون الماضية قبل كل المؤامرات الخارجية التي يزعمون أنها تستهدفهم دون غيرهم . يرى البعض أن السبب في ذلك هو أن الإسام يقدم بيئة خصبة لاستغال نصوصه من كل القوى السياسية لالمتصارعة على شهوة السلطة وحكم الناس . وما أكثر أولئك المنتعشن في هذه البيئة الصالحة لنمو وتكاثر كل الفطريات والطفيليات التي تبيع الأوهام للناس، وتسرق منهم واقعهم، وتصادر أحامهم، وتسوقهم إلى الجحيم بفتاو لوترهات ما أنزل بها الله من سلطان . عندما أرسل الإمام علي بن أبي طالب مبعوثه إلى الخوارج للتفاوض معهم ومحاولة إقناعهم بالعدول عن انشقاقهم عليه كانت وصيته الأولى له هي “لا تجادلهم بالقرآن فهو حمّال أوجه” خوفاً من استغال الدين في معركة بدت في ذلك الوقت سياسية، خاصة أنهم (أي الخوارج) كانوا من حفظة القرآن والمتعمقن في نصوصه حتى أن بعض المؤرخن أطلق عليهم اسم (القراء) .. وتحت يافطة (لا حكم إلا لله) ظهرت العديد من الفرق الإسامية التي فسرت القرآن بطريقتها الشاذة ومفهومها المغلوط ورأت في نفسها أنها الفرقة الوحيدة الناجية واعتبرت غيرها من المسلمين مرتدين . وحتى في وقتنا الحاضر تولدت فرق جديدة وجماعات مستحدثة كالقاعدة وداعش اللتان قتلتا من المسلمن أكثر ممن هم على غير ملة الإسلام .. من هنا ينبغي أن نكون أكثر دراية وأعمق فهماً وأحسن وعياً لهذه الجماعات التي تسترت بالإسلام لكي تحكم الناس وتسيطر على مقالديهم وتسوقهم حيث تشاء .
■ خالد الديب