مقالات

ميعاد

عرس في المستقبل

يوماً ما سيجلس )العريس والعروسة( أو من ينوب عنهما ومعهم المأذون الشرعي واثنان شهود في غرفة عادية جداً لتتم مراسم عقد القران في هدوء تام يتبادل بعدها الحضور التهاني والتبريكات بهذا الحدث الجميل ، وفي الأثناء سيتطوع أحد الحضور ليذكر الجميع بذلك الزمن الغابر الذي كانت مناسبة مثل هذه تكلف الآلاف والآلاف من الدينارات التي يتم هدرها في تفاصيل عبثية لا طائل منها ، وسيضحك الحاضرون كثيرا ، حين يذكر أحدهم بأن زينة العروس لوحدها كانت تكلف أكثر من خمسة آلاف دينار وثوبها الذي تلبسه ليلة الزفاف تكلفته أيضاً اكثر من خمسة آلاف ، وفي ركن الغرفة يعود أحد الشهود من سرحانه ليذكرهم بأنه قد دفع على « الأيام الغبراء « كما يسميها آلاف مؤلفة من الدينارات للصالة التي أقام فيها حفل زفافه هذا عدا الأكل الذي يقول إنه تكدس على الطاولات ليلتهمه ضيوف لم يتعرف على الكثير منهم ولا يعرف حتى الآن من دعاهم ، أخيراً وبعد عاصفة الضحك وأجواء السعادة التي غمرت الغرفة المتواضعة البسيطة يرفع المأذون الشرعي يداه ليحمد الله على انقضاء تلك المرحلة الاجتماعية العصيبة التي كان فيها العرس الهجين بمثابة كابوس يقض مضجع الفتى والفتاة بسبب تلك المصاريف الزائدة ، التي يتم إنفاقها من اجل لاشي .

■ أحمد غومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى