قديما قالوا للسفر سبع فوائد ، ليس من إحداها طبعا تحقيق الانتصارات والعودة بالقلائد الذهبية أو الفضية او حتي البرونزية ، وهذا القول المأثور انطبق انطباقا تاما على البعثة الرياضية الليبية المشاركة في اولمبياد باريس . كل الشواهد كانت تقول أن نتائج المنتخبات الليبية لن تكون افضل من المشاركات الليبية السابقة التي بدأت منذ العام 1964 بطوكيو ، والمشاركات الليبية هي من باب التواجد الرمزي فقط ، فالحديث عن تميز في المشاركات وتراتيب وقلائد يتطلب في الاحوال العادية خطط وبرامج ودعم واستعدادات نحن أبعد ما نكون عنها ، لا اعتقد أنها خافية عن اللجنة الاولمبية الليبية ورئيسها وأعضائها ، التي لم نسمع عن نشاطاتها طيلة السنوات الماضية ، ولولا الحدث الاولمبي لما عادت لتصدر الواجهة . النتائج الباهتة والمتواضعة ، التي حققها بعض الرياضين الليبين اطلقت العنان لسخرية جل الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولت المشاركة لمادة خصبة للمدونن ، الذين وجهوا انتقاداتهم الحادة للرياضين الذين حصدوا المراكز الاخيرة في المسابقات التي شاركوا بها ، في وقت كان من المفترض بالدرجة الاولي محاسبة رؤساء الاتحادات الذين سمحوا بمشاركة الرياضين وهم يعلمون بتواضع ارقامهم واستعداداتهم ، وكذلك محاسبة رئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية على هذه النتائج، واذا تحجج الرئيس والاعضاء بقلة الدعم والامكانات فكان عليهم الاكتفاء برياضي ورفع العلم الليبي في حفل الافتتاح بدل من إرسال وفد يحصد المراكز الاخيرة ويصبح محل للسخرية والتندر . وسط هذا كله ، أين وزير الرياضة وزارته الموقرة مما يدور في الوسط الرياضي ؟ هل قدمت الوزارة الدعم للاتحادات الرياضية؟ وكيف قبلت بمشاركة رياضين لم يتم إعدادهم بالشكل اللائق ؟ أم أن المهم )مدان الوجوه( وتغيير الجو ومعايشة الاجواء الباريسية ! في جميع الاحوال الرهان على تحقيق أي إنجاز رياضي دولي سيظل بعيد المنال ولسنن طوال ، في ظل غيابات بالجملة يللبني التحتية للرياضة ، والتخطيط ، والدعم سواء من الدولة او القطاع الخاص من خل ا برامج الرعاية، ونختمها بغياب الاجواء المناسبة للأنشطة الرياضية المختلفة ، ففي بلادنا لا صوت يعلو على صوت كرة القدم وحتي هي فشلنا في تحقيق اي تميز ويظل إنجاز المركز الثاني في البطولة الافريقية عام 1982 ووصول أهلي طرابلس لنهائي كأس الكؤوس الافريقية إنجازان يتيمان نتحدث بهما إلي الان ! . وعلى راي مثلنا الليبي اعطي للبرمة تعطيك ، وبما أننا لم نعط للبرمة ، فهذا الموجود وستستمر مشاركاتنا المتواضعة من دورة لدورة ومن محفل إلي محفل ، فنحن لم نعط للبرمة و من الطبيعي الأ تعطينا ، لنطوي صفحة المشاركة الباهتة لنستيقظ مرة اخري بعد اربع سنوات (إن كتب الله لنا العمر) لنتناول مشاركة آخري تنضم لآخواتها ، نوما هنيئا للجنة الاولمبية .
■ عصام فطيس